عمر خيري يشعل مواقع التواصل في سوريا.. ما علاقة بشار الأسد ؟
أثار توقيف الفنان السوري عمر خيري في مدينة الباب بريف حلب شمال سوريا، جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تضارب في الروايات وتلميحات إلى ارتباط الحادثة بمواقفه السياسية السابقة المؤيدة للرئيس السوري السابق بشار الأسد.
ووفق ما تداوله ناشطون محليون، فإن خيري كان يحيي حفل زفاف في المدينة، حين اقتحمت مجموعة من الشبان الحفل، أوقفوه بالقوة واعتدوا عليه بالضرب، قبل أن يحلقوا شعره ويرسموا على وجهه، وسط توجيه عبارات مهينة له، وأجبروه على ترديد شعارات مؤيدة للسلطة الانتقالية الحالية في شمال سوريا.
الفيديوهات التي تم تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل، أظهرت المشاهد المهينة التي تعرض لها خيري، في حادثة وصفها ناشطون بأنها “صادمة وغير مبررة”، وأثارت موجة تعاطف واستياء كبيرين في الأوساط الفنية والشعبية.
روايات متضاربة حول حادث عمر خيري
لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجهات الأمنية أو القضائية في مدينة الباب لتوضيح ملابسات ما جرى، ما فتح المجال لتكهنات واسعة، خاصة في ظل تضارب الأنباء حول الأسباب الحقيقية وراء الاعتداء.
بعض الصفحات على فيسبوك رجّحت أن الاعتداء جاء على خلفية مواقف عمر خيري السياسية السابقة، خصوصًا ما وُصف بـ”تأييده العلني لبشار الأسد”، فيما ذهب آخرون إلى أن المنفذين يعترضون على الغناء والفن عموماً، معتبرين إياه مخالفًا لمعتقداتهم أو القيم الاجتماعية السائدة.
غضب وانتقادات بعد حادث عمر خيري
الحادثة فجّرت موجة غضب على منصات التواصل، حيث عبّر كثيرون عن خشيتهم من أن تتحول الممارسات الفردية إلى نهج لتصفية الحسابات السياسية أو فرض وصاية اجتماعية على الفن والثقافة.
وطالب ناشطون بفتح تحقيق فوري، ومحاسبة المسؤولين عن ما وصفوه بـ”الاعتداء المهين”، بغض النظر عن المواقف السياسية للفنان.
دمشق بين حادث عمر خيري ووفاة يوسف اللباد
وفي سياق متصل بالتجاوزات الأمنية، لا تزال قضية الشاب السوري يوسف اللباد تتفاعل في العاصمة دمشق، بعد الإعلان عن وفاته في ظروف غامضة، وسط تضارب في الروايات الرسمية والشعبية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اللباد، العائد من ألمانيا في زيارة قصيرة، توفي تحت التعذيب بعد اعتقاله قرب المسجد الأموي، في حين قالت وزارة الداخلية إن الشاب كان “يعاني من حالة غير متزنة”، وإن “الطب الشرعي سيحسم ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن تعذيب أو أسباب صحية”.
مطالب بالمحاسبة والشفافية
الحادثتان، رغم تباين السياقات الجغرافية والسياسية، أعادتا تسليط الضوء على واقع الحريات العامة في سوريا، سواء في مناطق المعارضة أو مناطق سيطرة النظام، حيث تتزايد المخاوف من الانتهاكات التي تطال الأفراد دون محاكمة أو مساءلة واضحة، ما يعزز الدعوات إلى الشفافية والعدالة ومحاسبة المسؤولين.
اقرأ أيضًا: عاصفة الاعتراف الدولي بفلسطين.. هل تنعكس على مفاوضات الهدنة في غزة؟