عملية “الأسد الصاعد”.. كيف خططت إسرائيل على مدى سنوات للهجوم على إيران؟

في الساعات الأولى من صباح الجمعة، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية المركزة على أهداف حساسة داخل إيران، شملت منشآت نووية، وقواعد صاروخية، ومواقع لقيادات رفيعة.

العملية، التي حملت اسم “الأسد الصاعد”، جاءت بعد سنوات من التحذيرات والاستعدادات، لتبلغ ذروتها بإعلان إسرائيل تنفيذ “ضربة استباقية دقيقة” ضد تهديد نووي وشيك.

200 طائرة و100 هدف.. حجم الهجوم الأولي

أكدت تل أبيب أن أكثر من 200 طائرة مقاتلة شاركت في الضربات الافتتاحية، مستخدمة أكثر من 330 ذخيرة موجَّهة لاستهداف نحو 100 هدف داخل إيران، أبرزها منشأة تخصيب نطنز، وقواعد للصواريخ الباليستية، ومقار قيادية في طهران.

فيما أعلنت السلطات الإيرانية وقوع انفجارات في العاصمة ومحيطها، إضافة إلى أضرار كبيرة في نطنز.

ضربات موجعة للقيادات الإيرانية

أسفرت العملية عن مقتل عدد من الشخصيات البارزة في النظام الإيراني، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، إلى جانب عدد من العلماء النوويين مثل فريدون عباسي دواني ومحمد مهدي طهرانجي.

وأكدت إسرائيل أيضًا مقتل الجنرال غلام علي رشيد، رئيس مقر خاتم الأنبياء المركزي.

تفوق استخباراتي وموساد على الأرض

وفق مصادر أمنية إسرائيلية، سبق الهجوم تحضير دقيق شمل اختراقات داخل إيران، حيث قام الموساد بتهريب أنظمة تسليح دقيقة، واستخدام وحدات كوماندوز لنشر صواريخ ذكية قرب مواقع الدفاع الجوي الإيرانية.

هذه التحركات منحت سلاح الجو الإسرائيلي تفوقًا جويًا واضحًا خلال العملية.

تل أبيب: لم يكن أمامنا خيار

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده وجدت نفسها مضطرة للتحرك بعدما اقتربت طهران من “نقطة اللاعودة” في برنامجها النووي.

وأكد أن إيران خصّبت ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج 15 قنبلة نووية. وأضاف: “إذا لم نتحرك الآن، فلن نكون هنا ببساطة”.

رفع حالة التأهب وإغلاق المجال الجوي

تزامن الهجوم مع إعلان حالة الطوارئ في إسرائيل، وتحذيرات للمواطنين بالبقاء في المناطق المحمية.

وتم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي، وسط استعدادات مكثفة لرد محتمل من إيران، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي حشد عشرات آلاف الجنود على الحدود، وفرض الإغلاق الكامل في الضفة الغربية.

رسالة مزدوجة من نتنياهو: تحذير ودعوة للتقارب

في خطاب مسجل، خاطب نتنياهو الشعب الإيراني قائلًا: “أنتم لستم أعداءنا، عدونا هو النظام الاستبدادي الذي يضطهدكم”.

ودعا الإيرانيين إلى مستقبل مشترك من السلام والازدهار، مؤكدًا أن سقوط النظام الحالي بات أقرب من أي وقت مضى.

البيت الأبيض: لسنا جزءًا من الهجوم

من جانبه، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لم تشارك في العملية، مشددًا على أن الهجوم قرار إسرائيلي مستقل.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن “واشنطن سترد فقط إذا تعرضت قواتها أو مصالحها لهجوم”، محذرًا طهران من استهداف أمريكيين.

نحو مواجهة مفتوحة؟

ورغم أن العملية الإسرائيلية قد تستمر لأيام، بحسب مسؤولين عسكريين، إلا أن التوقعات تشير إلى تصعيد إيراني واسع النطاق. فقد توعدت طهران بالرد، وبدأت بإغلاق مواقع إعلامية في مناطق الاستهداف، وسط حالة غموض بشأن حجم الأضرار في منشآتها النووية.

اقرأ أيضًا: الشرق الأوسط على وشك الاشتعال.. ضربة جوية إسرائيلية ضد إيران تلوح في الأفق

زر الذهاب إلى الأعلى