عملية الويب.. هجوم أوكراني يهز العمق الروسي ويحرق قاذفات Tu-95

في تصعيد دراماتيكي يُنذر بمرحلة جديدة شديدة الخطورة من الحرب الروسية الأوكرانية، شنت أوكرانيا عملية هجومية نوعية وصلت إلى عمق الأراضي الروسية، واستهدفت أربع قواعد رئيسية تستخدمها موسكو في إطلاق قاذفاتها الاستراتيجية.

أوكرانيا تنجح في تدمير عدد من القاذفات في عمق روسيا

الضربة، التي وصفت بالأوسع من نوعها منذ بدء الحرب، أسفرت عن خسائر غير مسبوقة في أسطول القاذفات الروسية من طراز Tu-95 وTu-22M3، ما يشكل تحوّلاً كبيرًا في معادلة الردع والقدرة الهجومية في الحرب الجارية.

هجوم من الداخل: مسيّرات تنطلق من شاحنات روسية

في سابقة أمنية خطيرة، كشفت تقارير وشهادات عن أن الطائرات المسيّرة الأوكرانية التي نفذت الهجوم لم تُطلق من الحدود أو دول مجاورة، بل من داخل الأراضي الروسية نفسها.

وأفاد شهود عيان بأن طائرات مسيرة انطلقت من شاحنات مركونة بالقرب من القواعد الجوية المستهدفة، وتحديدًا قرب أولينيغورسك.

أهداف استراتيجية في مرمى النار: 41 طائرة تحت الهجوم

الهجوم استهدف أربع قواعد تُعد من أعمدة القوة الضاربة الاستراتيجية الروسية، بينها قاعدة “أولينيا” في مورمانسك، و”بيلايا” في إيركوتسك.

وأكدت مصادر متطابقة إصابة 6 قاذفات على الأقل، وتدمير عدد منها. تشمل الخسائر المؤكدة حتى الآن: 3 قاذفات استراتيجية من طراز Tu-95MS .. و2 قاذفات استراتيجية من طراز Tu-22M3 .. وطائرة نقل عسكرية من طراز An-12.

كما أن الهجوم على “أولينيا” كان بالغ الأثر، حيث أشارت التقارير إلى أن جميع القاذفات المتمركزة هناك أصيبت بشكل مباشر.

روسيا أوكرانيا مسيرات
طائرات مسيّرة من طراز FPV توثق لحظة استهداف قاذفات Tu-95 الروسية

عملية “الويب”: عدة أشهر من التخطيط الصامت

وفقاً لما جاء في عدد من المواقع الإخبارية الأوكرانية التي احتفت بنجاح العملية ونشرت مقاطع فيديو لها، فإن العملية، التي أطلق عليها اسم “الويب”، لم تكن وليدة اللحظة .. واستغرق جهاز الأمن الأوكراني عدة أشهر في التحضير لها.

على طريقة أفلام ” Mission Impossible”

الجانب الأخطر في العملية كان القدرة على تهريب طائرات مسيّرة من طراز FPV إلى العمق الروسي، مخفية داخل كبائن خشبية تم تركيبها على شاحنات مدنية.

وعند لحظة التنفيذ، فُتحت الأسطح أوتوماتيكيًا لتنطلق المسيّرات نحو أهدافها الاستراتيجية، في مشهد يوصف بأنه أشبه بمشاهد أفلام التجسس مثل Mission Impossible.

صدى الضربة: استنزاف للأسطول الروسي وردود غاضبة

تتحدث أوساط عسكرية روسية عن “يوم أسود” للقوة الجوية الروسية، وسط مطالبات بتكثيف الرد وضرب “دون شفقة”.

وبينما تعالت الأصوات الروسية الغاضبة، سادت مشاعر الارتباك والتساؤل عن كيفية حدوث هذا الخرق الأمني الفاضح داخل عمق يعتقد أنه منيع. وتقول تقارير إن الصور الأولية لا تعكس حجم الخسائر الحقيقية التي تكبدتها روسيا في هذه الضربة المعقدة.

حرب المستقبل بدأت .. والمسيّرات على خط المواجهة

ما حدث لم يكن مجرد هجوم مسيّرات، بل إعلان واضح بأن الحرب الروسية الأوكرانية دخلت مرحلة “حرب المستقبل” حيث الذكاء الاصطناعي والمسيّرات يحلان محل الجيوش التقليدية في قلب المعارك.

وأصبحت الطائرات بدون طيار جزءًا رئيسيًا من موازين الردع والهجوم، وتغيّرت معها قواعد الاشتباك والاستهداف.

الهجوم الأوكراني يثبت أن لا مكان محصنًا بعد الآن، وأن التكنولوجيا قادرة على كسر جغرافيا الحرب القديمة.

ومع استمرار المعارك، يبدو أن القادم أخطر، وأن الحسم في هذه الحرب لن يكون لمن يملك الدبابة الأقوى، أو الطائرة المقاتلة الأسرع أو الغواصة الأشرس .. بل لمن يملك “المسيّرة الأذكى.

اقرأ أيضاً.. عودة “الشبح النووي”| واشنطن تضخ 8 ملايين دولار لصاروخ SLCM-N البحري

زر الذهاب إلى الأعلى