عودة أمريكية قوية إلى بنما.. مقاتلات مشاة البحرية تصل لدعم النفوذ الاستراتيجي

وصل سرب مقاتلات هجومية من مشاة البحرية (VMFA) 312، التابع لمجموعة الطائرات البحرية 31 التابعة للجناح الثاني للطائرات البحرية – التابع لقوات مشاة البحرية الأمريكية – إلى بنما لدعم جهود الشراكة الأمنية الموسعة.

وقد تم تأكيد هذا الانتشار علنًا من خلال صور رسمية نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية .. وتتماشى هذه الخطوة مع التركيز الاستراتيجي لإدارة ترامب على إعادة تأكيد النفوذ الأمريكي على قناة بنما، وهي ممر بحري حيوي للتجارة العالمية.

ترامب: سنستعيد قناة بنما

لطالما كانت قناة بنما حجر الزاوية في التجارة الدولية، حيث أتاحت نقل البضائع بكفاءة بين المحيطين الأطلسي والهادئ. ومع ذلك، فإن المخاوف المتزايدة في واشنطن بشأن تزايد المشاركة الأجنبية – وخاصة الصينية – في عمليات القناة دفعت الولايات المتحدة إلى تجديد مشاركتها في المنطقة. في خطاب ألقاه أمام الكونغرس في مارس 2025، أعلن الرئيس دونالد ترامب: “لتعزيز أمننا القومي بشكل أكبر، ستستعيد إدارتي قناة بنما، وقد بدأنا بالفعل في ذلك”، مما يشير إلى تحول أوسع في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في أمريكا اللاتينية.

22.8 مليار دولار لاستعادة النفوذ الأمريكية على قناة بنما

وقد أبرز الاستحواذ الأخير على بنية تحتية رئيسية للموانئ بالقرب من قناة بنما هذه المبادرة. وقد ضمن تحالف بقيادة شركة الاستثمار الأمريكية بلاك روك السيطرة على محطات بحرية حيوية في بالبوا وكريستوبال، والتي كانت تديرها سابقًا شركة سي كيه هاتشيسون القابضة ومقرها هونغ كونغ. وقد اعتبرت الإدارة الأمريكية هذه الصفقة البالغة قيمتها 22.8 مليار دولار خطوة محورية نحو استعادة النفوذ الاستراتيجي على أحد أهم ممرات التجارة في العالم.

سرب “رقعة الشطرنج”

بالتوازي مع التطورات الاستراتيجية الأخيرة، يُسهم نشر طائرة VMFA-312 في بنما في تعزيز قدرات الطيران المتقدمة في المنطقة كجزء من التعاون الأمني ​​الأوسع بين الولايات المتحدة وبنما. سرب VMFA-312، المعروف أيضًا باسم “رقعة الشطرنج”، هو سرب طيران تابع لسلاح مشاة البحرية الأمريكية، ومقره قاعدة بوفورت الجوية التابعة لسلاح مشاة البحرية، بولاية ساوث كارولينا.

يُشغّل السرب طائرة F/A-18C هورنت، وهي طائرة قتالية متعددة المهام مصممة لمهام جو-جو وجو-أرض. طائرة F/A-18C مُجهزة بمجموعة من أنظمة الطيران والأسلحة الحديثة، بما في ذلك الذخائر الموجهة بالرادار والدقيقة التوجيه. يهدف وجودها في بنما إلى دعم جهود التدريب المشترك، وتعزيز التوافق التشغيلي مع الشركاء الإقليميين، وتحسين القدرة الجماعية على مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.

وزير الدفاع الأمريكي يستعد لزيارة بنما

يأتي هذا الانتشار في الوقت الذي يستعد فيه وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، لحضور مؤتمر أمن أمريكا الوسطى في مدينة بنما. تهدف زيارته إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون الدفاعي الإقليمي، والانخراط في حوار حول المخاوف الأمنية المشتركة، مثل الجريمة العابرة للحدود الوطنية وحماية البنية التحتية. من المتوقع أن يجمع المؤتمر قادة الدفاع من جميع أنحاء الأمريكتين، مع التركيز على النهج التعاونية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

رئيس بنما: السيادة للقناة لنا وحدنا

بينما تُؤكد الإدارة الأمريكية التزامها بتعزيز الأمن الإقليمي وحماية طرق التجارة الدولية، أكّد المسؤولون البنميون سيادة بلادهم على القناة. وقد صرّح الرئيس خوسيه راؤول مولينو بحزم بأنّ ملكية القناة والسيطرة عليها غير خاضعة للتفاوض. وأكد مولينو قائلاً: “قناة بنما ملكٌ لبنما”، رافضًا بذلك الروايات الخارجية التي تُشير إلى خلاف ذلك.

تحول في استراتيجية الدفاع الأمريكية

وفي هذا السياق، فإن الوجود العسكري الأميركي في بنما، على الرغم من محدودية نطاقه، يسلط الضوء على تحول كبير في استراتيجية الدفاع ــ استراتيجية تسعى إلى المزج بين الدبلوماسية والردع والتنمية في واحدة من أكثر المناطق حيوية من الناحية الجيوسياسية في العالم.

اقرأ أيضًا: بنما تخرق تقليد “منزوعة السلاح” بطائرات قتالية لأول مرة