عودة “الشبح النووي”| واشنطن تضخ 8 ملايين دولار لصاروخ SLCM-N البحري

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن منح شركة BAE Systems عقدًا مُعدلًا بقيمة تقارب 8 ملايين دولار، لدعم برنامج تطوير صواريخ كروز النووية المُطلقة من البحر (SLCM-N)، ضمن جهود متصاعدة لتعزيز قدرات الردع النووي غير الاستراتيجي.
واشنطن تعزّز الردع النووي البحري لمواجهة روسيا والصين
العقد الجديد يُعتبر امتدادًا لاتفاقية سابقة (رقم N00030-22-C-6007)، ويشمل تقديم الدعم الهندسي وتكامل البنية التحتية لمنصات إطلاق الصواريخ البحرية.
ويأتي هذا التحرك في إطار برنامج SLCM-N الذي أعادت الولايات المتحدة تفعيله لمواجهة التحولات الجيوسياسية وتوسع الترسانات النووية الروسية والصينية.
عودة الصواريخ النووية التكتيكية للبحرية الأمريكية
يهدف البرنامج إلى إعادة إدخال صواريخ نووية منخفضة القوة ضمن تسليح البحرية الأمريكية، على متن غواصات هجومية من فئة “فرجينيا” وربما “لوس أنجلوس”، إلى جانب مدمرات “آرلي بيرك”. ويعتمد البرنامج على تطوير نموذج حديث مشتق من صواريخ TLAM-N التي تم سحبها سابقًا من الخدمة.
مواصفات فنية متقدمة وتكتم حول التفاصيل
رغم غياب التصريحات الرسمية الأمريكية حول المواصفات، يُعتقد أن مدى الصاروخ الجديد يتجاوز 1000 كيلومتر، ويعتمد على أنظمة توجيه متعددة تشمل القصور الذاتي، ونظام GPS، ومسارات طيران منخفضة لتفادي الرادارات والدفاعات الجوية.
اقرأ أيضًا: الدرع الضوئي الإسرائيلي.. هل يصمد أمام تحدي إيران واليمن؟
خريطة التنفيذ وتوزيع مواقع العمل
سيتم تنفيذ العقد بين يونيو 2025 وسبتمبر 2026، في مواقع مختلفة: 50% من العمل في بانجور، واشنطن .. و30% في العاصمة واشنطن .. و19% في كينغز باي، جورجيا .. و1% فقط في روكفيل، ماريلاند (مقر الشركة الرئيسي)
ويُموّل المشروع بالكامل من مخصصات البحث والتطوير والاختبار (RDT&E) للسنة المالية 2025، دون أي توقع لانتهاء صلاحية الأموال مع نهاية العام.
- برنامج تطوير صواريخ كروز النووية المُطلقة من البحر (SLCM-N) لمواجهة الصين وروسيا
عقد غير تنافسي ومُبرر قانوني
تم منح العقد بدون منافسة استنادًا إلى القانون الفيدرالي، الذي يُجيز التعاقد المباشر مع مصدر واحد عندما يُعتبر هو الوحيد القادر على تنفيذ المهام المطلوبة، وقد أُدرجت تفاصيل الفرصة مسبقًا في بوابة إدارة العقود الفيدرالية.
SLCM-N .. ركيزة في عقيدة “الردع المرن”
يُمثل هذا الصاروخ عنصرًا حاسمًا في عقيدة الردع المرن، حيث يُوفر خيارًا متوسطًا بين الضربات التقليدية والردع النووي عالي القوة. ويمكن إطلاقه من أنابيب عمودية أو خلايا إطلاق مخصصة، ما يمنحه قدرات خفية واستراتيجية، خاصة في سيناريوهات النزاع الإقليمي المحدود.
انقسام داخلي حول جدوى المشروع
أثار إحياء البرنامج جدلاً في أروقة البنتاجون، حيث يرى بعض المسؤولين أن البرنامج يُضاعف التكاليف دون إضافة حقيقية إلى قوة الردع الحالية. ومع ذلك، ضمن دعم قوي من الكونغرس استمرار التمويل، وفقًا للقوانين العامة 117-263 و118-42، رغم تقديرات مكتب الميزانية التي تتوقع أن تصل كُلفة البرنامج إلى 10 مليارات دولار عند اكتماله.
عنصر خفي في هندسة الردع المستقبلي
يُعد العقد مع BAE Systems خطوة مهمة ضمن إستراتيجية الردع النووي البحرية الأمريكية، حيث يُسهم في تطوير سلاح نووي منخفض القوة، يمكن نشره سرًا، ويُصعّب خيارات الخصوم الاستراتيجية. ويؤكد هذا التطور إدراك البنتاغون أن البيئة الأمنية المعاصرة تتطلب ردعًا مرنًا، متنقلًا، وغير متوقع.
اقرأ أيضًا: بكين تستعرض قوتها الجوية.. قاذفات “H-6” تصل بحر الصين الجنوبي قُبيل حوار “شانغريلا”