عودة “العملاق النووي”.. روسيا تُعيد تعويم أكبر سفينة قتال في العالم بعد 26 عامًا من التحديث

أعادت البحرية الروسية تعويم الطراد النووي “الأدميرال ناخيموف” من فئة “كيروف” بعد عملية تحديث عميقة استمرت لأكثر من ربع قرن – 26 عامًا – في خطوة تُمهِّد لانطلاق التجارب البحرية تمهيداً لعودته إلى الخدمة الفعلية.
يُعد المشروع 11442M أحد أعقد برامج تحديث السفن في تاريخ روسيا الحديثة؛ حيث بدأت أعمال التجديد الفعلية في عام 2013، بعد سنوات طويلة من الجمود بسبب الأزمة الاقتصادية التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي.
روسيا تنتهي من تحديث أكبر سفينة قتال في العالم
وفي تصريحات رسمية، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة بناء السفن المتحدة، أندريه كوستين، إن العمل يسير بوتيرة جيدة ضمن البرنامج الدفاعي الروسي، مشيراً إلى أن الانتهاء من تحديث “ناخيموف” يمثل إنجازاً بارزاً، إلى جانب إطلاق غواصات نووية جديدة مثل “كنياز بوجارسكي” و”بيرم”.
تفوق بحري ناري للأسطول الروسي
يُعد طراد “كيروف” النووي الروسي أكبر قطعة بحرية قتالية في العالم من حيث الحجم والتسليح، حيث يصل وزنه إلى 28 ألف طن، ما يجعله منافساً في الحجم لحاملات الطائرات اليابانية من فئة “إيزومو”، ويتفوق بثلاثة أضعاف على مدمرات “أرلي بيرك” الأمريكية التي تشكل عماد الأسطول الأميركي.
176 خلية إطلاق للصواريخ الثقيلة
السفينة مزوّدة بـ176 خلية إطلاق لصواريخ ثقيلة، بينها 96 خلية لصواريخ الدفاع الجوي من نسخة بحرية مطوّرة من نظام “S-400″، و80 خلية أخرى لصواريخ كروز هجومية.
ووفقاً لمكتب “سيفيرنوي” للتصميمات البحرية، فإن إدماج منظومة “زيركون” فرط الصوتية سيمنح السفينة قدرة هجومية طويلة المدى تتفوق على أي قطعة بحرية غربية.
“ناخيموف” الناجي الوحيد من بقايا المجد السوفيتي
يعود أصل هذا الطراد إلى حقبة الاتحاد السوفيتي، التي كانت تمتلك ثاني أقوى أسطول محيطات عالمي.
وقد تم بناء خمس سفن من هذه الفئة في ثمانينيات القرن الماضي، تزامناً مع بداية مشروع حاملة الطائرات النووية السوفيتية الأولى عام 1989، والذي لم يكتمل بسبب تفكك الدولة.
وبعد انهيار الاتحاد، لم تستطع روسيا الاستمرار في تشغيل هذه السفن عالية التكلفة، ما أدى إلى تفكيك ثلاث منها.
بينما استمرت البحرية في تشغيل “بيوتر فيليكي”، وتم تخصيص الموارد لتحديث “الأدميرال ناخيموف” فقط. لكن في يوليو 2023، تقرر سحب “بيوتر فيليكي” من الخدمة دون تحديث، في ظل ضغوط اقتصادية كبيرة ناجمة عن الحرب في أوكرانيا وتكاليف التشغيل الباهظة.
سلاح الردع البحري الأخير لروسيا
يشكل الطراد “ناخيموف” ركيزة تفوّق بحري فريدة لروسيا، خاصة في ظل تراجع عدد القطع السطحية الثقيلة لدى البحرية الروسية. تسليحه الفائق، ومحركه النووي، وقدرته على تنفيذ مهام هجومية ودفاعية بعيدة المدى، يمنح موسكو ورقة ضغط استراتيجية في البحار المفتوحة.
ومع قرار عدم تحديث “بيوتر فيليكي”، باتت “ناخيموف” السفينة السطحية الوحيدة في العالم العاملة بمحرك نووي وتسلح متكامل من الجيل الجديد، ما يجعله سلاح ردع بحري نوعيا وفريدا.
اقرأ أيضًا.. صفقة دفاع جوي أمريكية لمصر بـ4.67 مليار دولار تعزز العلاقات مع واشنطن وتقلق إسرائيل