عودة بشار.. ظهور ساخر لـ الأسد يشعل الجدل في سوريا- شاهد

عودة بشار..

منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، لم يتوقف السوريون عن التعبير عن سعادتهم بطريقتهم الساخرة، التي طالما كانت وسيلة للتنفيس عن القهر والتعبير عن مواقفهم السياسية.

في شوارع دمشق، حيث كانت الهيمنة الأمنية للنظام السابق تخنق الحياة اليومية، باتت عبارات الأسد الساخرة مادة للإبداع الشعبي. في سوق الحميدية، يصرخ بائع العرقسوس “المرطبات!”، مستعيدًا رد الأسد الشهير على دعوة أردوغان للقاء.

وفي زاوية أخرى من العاصمة، حيث كان مجرد ذكر “الدولار” جريمة يعاقب عليها، أصبح من الطبيعي أن ترى بائعًا ينادي “دولارات.. دولارات”، في مشهد يعكس انقلاب الأحوال.

إعلان شوكولا وجدل ظهور بشار الأسد

لكن المفاجأة الكبرى جاءت من إعلان شوكولا انتشر كالنار في الهشيم، حيث ظهر الأسد وكأنه يفرّ إلى موسكو بعد سقوط نظامه في إعلان حظي بتفاعل واسع.

إذ ظهر الأسد بعدة مشاهد معدّلة بالذكاء الاصطناعي تحاكي تفاصيل هروبه إلى روسيا بعد سقوط النظام. وحظي المقطع بتفاعل واسع بين السوريين؛ إذ تناقلوه إلى حد كبير، وحقق أرقام مشاهدات عالية.

كما انهالت التعليقات على الإعلان؛ حيث قال البعض: إنه أحلى إعلان بتاريخ سوريا طالب آخرون: “بمسلسل كامل يحاكي القصة”، مؤكدين أنه سيحظى بنجاح واسع.

بينما رأى آخرون أنه تجميلٌ لصورة مجرم حرب لا يستحق أن يصبح مجرد “نكتة” أو مادة دعائية.

سقوط بشار الأسد

وفي الثامن من ديسمبر 2024، شهدت سوريا تحولًا سياسيًا دراماتيكيًا بعد تقدم مفاجئ لفصائل المعارضة، مما أدى إلى سقوط نظام بشار الأسد وفراره إلى موسكو. بعد أيام قليلة، أعلنت القوى السياسية والعسكرية عن تعيين أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، رئيسًا انتقاليًا لسوريا.

جاء هذا القرار في محاولة لملء الفراغ السياسي وإعادة ترتيب الأوضاع في البلاد، حيث أكد الشرع في أول خطاب له أن الأولوية ستكون لاستقرار البلاد وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس جديدة.

تشكيل لجنة لصياغة مسودة الدستور

في إطار الخطوات الأولى للمرحلة الانتقالية، أعلن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع عن تشكيل لجنة متخصصة لصياغة مسودة دستور جديد للبلاد.

وأوضح أن هذه اللجنة ستضم خبراء قانونيين وسياسيين من مختلف التيارات، بهدف وضع إطار قانوني جديد يعكس تطلعات الشعب السوري نحو دولة ديمقراطية تضمن الحقوق والحريات.

كما شدد الشرع على أن الدستور الجديد سيكون ثمرة لحوار وطني شامل، داعيًا جميع المكونات السورية للمشاركة في هذه العملية لضمان تمثيل كافة الفئات.

المفاوضات بين موسكو ودمشق بشأن بشار الأسد

مع لجوء الأسد إلى موسكو، بدأت مفاوضات سرية بين الحكومة الروسية والإدارة السورية الجديدة حول مصيره. تشير مصادر دبلوماسية إلى أن موسكو تواجه ضغوطًا دولية متزايدة لتسليم الأسد إلى محكمة دولية لمحاسبته على جرائم الحرب التي ارتكبها خلال سنوات حكمه.

في المقابل، تحاول روسيا استخدام ورقة الأسد للمساومة على نفوذها في سوريا وتأمين مصالحها الاستراتيجية هناك.

بعض التقارير أفادت بأن هناك سيناريوهات عدة قيد الدراسة، من بينها منح الأسد حق اللجوء الدائم في روسيا مقابل تقديم تنازلات سياسية، أو تسليمه إلى جهة دولية في إطار صفقة شاملة تضمن حماية المصالح الروسية في سوريا.

لم تصدر تصريحات رسمية حول هذه المفاوضات، لكن المؤشرات تدل على أن مستقبل الأسد لم يعد بيده، بل بات رهينة للعبة التوازنات الدولية.

اقرأ أيضًا: صلاحيات واسعة للرئيس.. تسريبات حول مسودة الإعلان الدستوري في سوريا

زر الذهاب إلى الأعلى