عودة حسن روحاني.. ماذا قال رئيس إيران الأسبق عن المفاوضات بين طهران وواشنطن؟

في تطور لافت وفي خضم التوترات الإقليمية والدولية المحيطة بالملف النووي الإيراني، خرج الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني عن صمته، ليدلي بتصريحات وصفها مراقبون بـ”الاستثنائية” بالنظر إلى التوقيت والمضمون، لاسيما ما يتعلق بالمفاوضات النووية الجارية حالياً بين طهران وواشنطن.
حسن روحاني يدعو إلى دعم المسار الدبلوماسي
حسن روحاني، الذي ترأس إيران بين عامي 2013 و2021، أعرب خلال اجتماع مع عدد من وزراء حكومته السابقة، عن أمله في أن تتمكن الحكومة الحالية من تحقيق “تقدم ملموس” في مسار التفاوض النووي، مؤكداً أن دعم المرشد الأعلى علي خامنئي يمكن أن يكون عاملاً حاسماً في دفع هذه الجهود إلى الأمام.
وقال روحاني إن “الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد تتطلب وحدة وطنية وتكاتفاً داخلياً لدعم الجهود الدبلوماسية”، مشدداً على أن إبعاد شبح الحرب عن إيران ليس مهمة الحكومة وحدها، بل مسؤولية تقع على عاتق الجميع، في مختلف مواقعهم ومشاربهم.
السلام خيار استراتيجي
وشدد الرئيس الأسبق على أن السلام والاستقرار يجب أن يبقيا الخيار الأول لإيران، في مواجهة الدعوات إلى التصعيد، محذراً من أن استمرار التوتر يخدم مصالح أعداء البلاد ويهدد الأمن القومي الإيراني، بل وأمن المنطقة بأسرها.
وأضاف بحسب وسائل إعلام : “إذا أردنا أن نضمن مستقبلاً آمناً للأجيال القادمة، فعلينا أن نتمسك بخيار السلام ونحصنه بالوحدة والوعي الوطني”.
المفاوضات المباشرة أفضل من الطرق الملتوية
في إشارة لافتة، قال روحاني إن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 لم يكن ليُنجز لو أن المفاوضات تمت بطرق غير مباشرة.
وأكد أن الحوار المباشر مع واشنطن كان خياراً واقعياً وفعالا في تلك المرحلة، داعياً إلى الاستفادة من هذا الدرس في التعامل مع المرحلة الراهنة.
وأضاف: “الظروف الإقليمية والدولية اليوم قد تختلف، لكنها لا تلغي الحاجة إلى اعتماد مقاربات جديدة تضمن مصالح البلاد وتفتح آفاقاً للحلول”.
وحدة الداخل.. سلاح في مواجهة نتنياهو
ولم يخلُ حديث روحاني من تحذير واضح من محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرقلة أي تقدم في الملف النووي الإيراني، معتبراً أن السبيل الأنجع لمواجهة هذه المحاولات هو تعزيز الجبهة الداخلية في إيران.
وقال: “نجاح إيران في المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة هو السبيل الوحيد لمنع نتنياهو من بلوغ أهدافه السياسية والأمنية في المنطقة”، مضيفاً أن وحدة الصوت الإيراني في دعم الفريق المفاوض هي ما يعزز فرص الوصول إلى اتفاق يُنهي سنوات من التوتر والعقوبات.
حسن روحاني يوجه رسالة لقادة إيران
وختم روحاني كلمته بدعوة صريحة للقيادة السياسية في البلاد إلى “التحلي بالمرونة السياسية دون التنازل عن المبادئ”، مؤكداً أن التحديات الراهنة تختلف كثيراً عن تلك التي كانت سائدة في 2015، ما يستدعي قراءة جديدة للمشهد واعتماد أدوات أكثر واقعية.
وقال: “علينا أن نضمن أن السلام مستمر في منطقتنا وبلدنا، وأن نتمكن من الحفاظ عليه كخيار استراتيجي وأساس لمستقبل إيران”.
اقرأ أيضا
أردوغان يقاضي أوزيل بعد إمام أوغلو.. هل يسعى الرئيس التركي لانتخابات بلا منافس؟