عودة يهود سوريا.. حاخام يتجول في دمشق بعد 33 سنة من التهجير

تحدثت تقارير صحفية عن بداية عودة يهود سوريا إلي البلاد بعد سقوط نظام البعث الذي قام بتهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم في بداية التسعينيات من القرن الماضي.

وبحسب تقارير فبعد أكثر من ثلاثة عقود على مغادرته قسرا، عاد الحاخام يوسف حمرا إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة أعادت تسليط الضوء على تاريخ اليهود في سوريا والمصير الذي واجهته هذه الطائفة بعد تهجيرها في أوائل التسعينيات.

زيارة تاريخية للكنس اليهودية

وتجول حمرا، برفقة وفد يهودي، في عدد من المواقع التاريخية التي ارتبطت بالوجود اليهودي في دمشق، من بينها كنيستا “الفرنج” و”الراكي”، ومدرسة “ابن ميمون” اليهودية، إضافة إلى كنيس “جوبر” الذي تعرض للتدمير خلال السنوات الماضية.

وبحسب تقارير فإن هذه الزيارة، التي تعد الأولى من نوعها منذ عام 1992، تحمل دلالات سياسية واجتماعية، خاصة مع التغيرات التي تشهدها سوريا بعد سقوط النظام السابق.

مشاعر متباينة وواقع مختلف

في حديثه لوسائل إعلام، قال حمرا إنه عاد إلى منزله بعد عقود لكنه لم يتعرف عليه بسبب التغيرات التي طرأت على المدينة.

وأضاف: “ما تغير ليس المنزل فقط، بل البلد بأكمله”، مشيرًا إلى أن السوريين رغم كل ما مروا به لا يزالون يحتفظون بروحهم الدافئة.

وكشف الحاخام أنه كان يسعى للعودة إلى دمشق منذ أكثر من عام ونصف، لكن النظام الذي حكم البلاد لسنوات لم يسمح له بذلك، وبعد انهيار ذلك النظام، تمكن من تحقيق حلم العودة إلى مدينته.

دعوة لـ يهود سوريا

وجه حمرا رسالة إلى اليهود السوريين المنتشرين حول العالم، داعيًا إياهم إلى زيارة سوريا والاطلاع على الوضع بأنفسهم، وقال: “ربما تتغير آراؤكم وترغبون في العودة”.

أول وفد يهودي إلى سوريا منذ 1992

من جهته، أكد معاذ مصطفى، المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ، أن زيارة حمرا والوفد المرافق له تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وأوضح أن الحكومة الجديدة في دمشق تدعم عودة جميع السوريين إلى وطنهم، بمن فيهم اليهود الذين غادروا البلاد خلال فترات سابقة.

وأشار مصطفى إلى أن عدد اليهود المتبقين في سوريا أصبح محدودًا للغاية، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك لإعادة بناء الكنس اليهودية التي تعرضت للدمار، ودعم جهود إعادة إعمار البنية التحتية التي تأثرت خلال الصراع.

كما دعا إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، معتبرا أن ذلك سيسهم في تسهيل عودة أبناء الجاليات السورية في الخارج.

تهجير يهود سوريا

في عام 1992، قامت السلطات السورية بترحيل أكثر من خمسة آلاف يهودي سوري، ما أجبرهم على الاستقرار في دول أوروبية وأمريكية.

وعلى مدار العقود الماضية، لم يُسمح لهم بالعودة إلى بلادهم، كما تمت مصادرة ممتلكاتهم ومنعهم من استعادة حقوقهم.

ويرى مراقبون أن هذه الزيارة قد تكون مقدمة لمزيد من التحولات في التعامل مع ملف اليهود السوريين، في ظل تغير المشهد السياسي وظهور توجهات جديدة تسعى لإعادة التواصل مع جميع مكونات المجتمع السوري.

اقرأ أيضا

إسرائيل تحتل سوريا.. تل أبيب تعزز وجودها العسكري في 7 مواقع جديدة بالجولان

زر الذهاب إلى الأعلى