عون في بغداد بعد أزمة الحشد.. ماذا يريد رئيس لبنان من العراق؟

وصل رئيس لبنان الجديد جوزيف عون إلى عاصمة العراق بغداد اليوم الأحد في زيارة رسمية تأتي في ظل توتر دبلوماسي سابق بين البلدين.

وتأت الزيارة  بعد أشهر قليلة من أزمة أثارتها تصريحات للرئيس اللبناني اعتبرتها بغداد مسيئة للحشد الشعبي العراقي.

منع التدخلات الخارجية

فور وصوله، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، شدد الرئيس عون على ضرورة “تحكيم سلطة القانون ومنع التدخلات الخارجية في البلاد”، مؤكداً أن “المطلوب تأكيد سيادة الدولة دون استعداء أحد”.

كما أضاف عون أن لبنان “بحاجة لنظام المصلحة العربية المشتركة في إطار اتفاقيات ثنائية”، مشيراً إلى أهمية التعاون العربي المشترك، وهو ما قد يفسر سعي لبنان لتعزيز علاقاته مع العراق في ظل الأزمات المتعددة التي يواجهها.

الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والعراق

تعود جذور التوتر الأخير إلى تصريحات أدلى بها الرئيس عون في أبريل الماضي لإحدى وسائل الإعلام العربية، حيث أكد أن لبنان “لن يستنسخ تجربة الحشد الشعبي في استيعاب حزب الله في الجيش اللبناني ولا أن يكون وحدةً مستقلة داخل القوات المسلحة”.

هذه التصريحات أثارت استياءً رسمياً وشعبياً في العراق، واعتبرت تدخلاً في الشأن الداخلي العراقي وربطاً غير موفق بين مؤسسة عراقية رسمية (الحشد الشعبي) وبين الوضع الداخلي اللبناني.

على إثر ذلك، استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير اللبناني في بغداد للتعبير عن “عدم ارتياحها”، مؤكدة أن الحشد الشعبي “جزء مهم من المنظومة الأمنية العسكرية في العراق، وهي مؤسسة حكومية وقانونية وجزء من منظومة الدولة العراقية”. وطالبت بغداد حينها الرئيس اللبناني بتصحيح تصريحه بما يعزز العلاقات الأخوية بين البلدين.

دعم عراقي وتطبيق القرار 1701

من جهته، جدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال اللقاء دعم بلاده الثابت لاستقرار ووحدة لبنان وسيادته على كامل أراضيه.

كما كرر الدعوة لتطبيق القرار الأممي 1701 بالكامل، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني. موقف يعكس استمرار الدعم العراقي للبنان رغم الأزمة الدبلوماسية السابقة.

تعاون اقتصادي في ظل الأزمات

تأتي الزيارة أيضاً في سياق التعاون الاقتصادي القائم بين البلدين، فمنذ يوليو 2021، يزود العراق لبنان بالوقود للمساهمة في تشغيل محطات توليد الكهرباء مقابل سلع وخدمات طبية.

ويعاني كلا البلدين من أزمة كهرباء حادة وبنية تحتية متهالكة. كما تعهد العراق خلال القمة العربية الأخيرة بتقديم مساعدات لإعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل.

أهداف زيارة رئيس لبنان لـ العراق ؟

ويري مراقبون أن زيارة الرئيس اللبناني الحالية إلي العراق تهدف إلى ترميم العلاقات بعد أزمة التصريحات،كما أنها تسعى لتعزيز الدعم الاقتصادي والسياسي من بغداد في ظل التحديات الجسيمة التي يواجهها لبنان داخلياً وإقليمياً.

كما يسعى لبنان لتأكيد عمق العلاقات مع العراق وتجاوز أي شوائب سابقة، مع ضمان استمرار الدعم العراقي الحيوي، خاصة في قطاع الطاقة والمساعدات الإنسانية.

اقرأ أيضًا: الشرع يكشف عن فرصة لم تحدث منذ 500 عام في سوريا.. ماذا يقصد؟

زر الذهاب إلى الأعلى