عُمان تعزز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.. قفزة تاريخية في الإيرادات عام 2024

شهدت سلطنة عُمان قفزة نوعية في قطاع السياحة خلال عام 2024، حيث بلغت الإيرادات 5.5 مليار دولار أمريكي، وهو ما يُعد مؤشرا واضحا على نجاح جهود الحكومة في تنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد التقليدي على النفط.

وبحسب بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، ساهم هذا القطاع بما يعادل 2.12 مليار ريال عُماني في الناتج المحلي، محققا معدل نمو سنوي مركب بلغ 3.2% منذ عام 2018.

كما ارتفعت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.7 مليار ريال عُماني في عام 2024، وهو ما يعكس الدور المتزايد للسياحة كعنصر فاعل في رؤية عُمان 2040، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام.

السياحة في عمان.. الأوروبيون يقودون نمو القطاع السياحي

وكان الارتفاع الكبير في أعداد السياح الأوروبيين الوافدين، وخاصة في النصف الأول من عام 2024، عاملا رئيسيا وراء ازدهار السياحة في عُمان.

وارتفعت إيرادات الفنادق بنسبة 10.2%، بدعم من ارتفاع أعداد السياح القادمين من أوروبا، الذين يفضلون الوجهات البيئية والمواقع التراثية والتجارب الفاخرة.

وجد السياح الأوروبيون، الباحثون عن التوازن بين الراحة الفاخرة والتجربة الثقافية الأصيلة، في عُمان وجهة مثالية، مما دفع مقدّمي خدمات الضيافة إلى تطوير عروضهم بما يتماشى مع هذا الطلب الجديد.

ويبرز هذا النجاح فعالية الحملات التسويقية التي أطلقتها الحكومة العُمانية في الأسواق الأوروبية، والتي ساعدت في توسيع جاذبية عُمان خارج منطقة الخليج.

السياحة في عمان.. الحكومة تتصدر مشهد التطوير السياحي

ومن جانبه، أكد سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة، أن هذا النمو الملحوظ في القطاع السياحي هو ثمرة مباشرة لسياسات حكومية استراتيجية، شملت حملات ترويجية واسعة، وشراكات قوية مع القطاع الخاص، وتوسيع رقعة الأنشطة السياحية.

وصرّح المحروقي قائلاً: “يشهد إنفاق الزوار والأثر الاقتصادي للسياحة ارتفاعا كنتيجة مباشرة لجهودنا لترسيخ مكانة عُمان كوجهة عالمية جاذبة.”

كما ركزت الحكومة على تطوير البنية التحتية، وتعزيز الربط الجوي، وتحديث المرافق السياحية، في سبيل تلبية النمو المستمر في أعداد الزوار الدوليين.

قطاع السياحة يدعم مسيرة التنويع الاقتصادي

ويدعم ارتفاع عائدات السياحة طموحات عُمان الاقتصادية الأوسع لتقليل الاعتماد على الهيدروكربونات. وأكدت وكالة الأنباء العُمانية أن السياحة أصبحت محورا استراتيجيا، يسهم في دعم قطاعات مثل الضيافة، والنقل، والإنشاءات، وتجارة التجزئة.

وتُشير توقعات النمو للعام المقبل إلى أن الاقتصاد العُماني سيسجل معدل نمو قدره 2.2%، في حين ستنمو القطاعات غير النفطية، مثل السياحة، بنسبة 2.7%. وعلى الرغم من التوقعات بارتفاع معدل التضخم إلى 1.3%، فإنه سيظل ضمن مستويات مستقرة تُعزز الثقة بالاقتصاد المحلي.

رؤية عُمان 2040.. السياحة في القلب من التنمية المستدامة

وتُشكل السياحة محورا أساسيا في تنفيذ رؤية عُمان 2040، التي تركز على تطوير اقتصاد معرفي ومتنوع. وضمن هذا الإطار، تعمل الحكومة على توسيع نطاق الوصول الدولي من خلال إصلاحات التأشيرات، وتحديث اللوائح، وتطوير معالم وتجارب سياحية مبتكرة.

كما يُعزز الموقع الجغرافي لعُمان – كبوابة بين آسيا وأفريقيا – من جاذبيتها ويمنحها ميزة استراتيجية، حيث تربط شبكات الطيران المتنامية مسقط وصلالة بكبرى العواصم العالمية الرئيسية. والتركيز على السياحة عالية القيمة والمستدامة يُشكل خطوة مهمة نحو تحويل السلطنة إلى وجهة رائدة في المنطقة.

موازنة النمو مع حماية الموارد

ورغم النجاح الكبير، تُدرك السلطات العُمانية أهمية مواجهة تحديات الاستدامة. فمع تزايد أعداد الزوار، بات من الضروري الحفاظ على البيئة الطبيعية والمواقع التراثية.

وتشمل الخطط المستقبلية تطوير مبانٍ خضراء، وفنادق صديقة للبيئة، وتعزيز وسائل النقل المستدامة.

وتتزايد المنافسة الإقليمية مع دول خليجية أخرى تُطلق استثمارات ضخمة في قطاعات السياحة. وللحفاظ على تميزها، يتوجب على عُمان الاستمرار في الابتكار السياحي، وبناء هوية سياحية فريدة تجمع بين الفخامة والتجربة الثقافية الثرية.

اقرأ أيضا.. البيتكوين تدخل أجواء السفر.. طيران الإمارات تفتح أبوابها للمدفوعات بـ العملات الرقمية

مستقبل مشرق للسياحة العُمانية

ولا شك أن قطاع السياحة في عُمان يسير في اتجاه صاعد وثابت، مدعوماً بموقعها الفريد، وتراثها الغني، وضيافتها العصرية.

وقد تحوّل من مجرد قطاع داعم إلى محرك رئيسي للنمو الاقتصادي، ومن المتوقع أن يُواصل لعب دوره الاستراتيجي في السنوات المقبلة.

وتواصل السلطنة، من خلال استثماراتها في البنية التحتية، والتسويق، والاستدامة، بناء مستقبل يجعل منها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة والعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى