غارات على اليمن وجنوب لبنان.. هل بدأت إسرائيل الحرب على أذرع إيران؟

شنت إسرائيل فجر الإثنين غارات جوية على مواقع استراتيجية في محافظة الحديدة اليمنية، بالتزامن مع ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع لحزب الله في منطقة البقاع وجنوب لبنان.

وتأتي هذه الضربات عقب تحذيرات إسرائيلية وتهديدات متكررة بالرد على ما تصفه بـ”أنشطة عدائية” تنطلق من اليمن ولبنان تجاه الدولة العبرية.

غارات إسرائيلية على اليمن

بحسب وسائل إعلام، أكدت مصادر محلية في محافظة الحديدة أن طائرات حربية إسرائيلية نفذت عدة غارات مركزة على ميناء الحديدة وعدد من المواقع المجاورة، ما أسفر عن سماع أكثر من 20 انفج.اراً عنيفاً هزت المدينة ومحيطها فجر الإثنين. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من بعض المواقع المستهدفة وسط حالة من الذعر بين السكان.

وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي أكدت وقوع الغارات، ووصفتها بأنها “اعتداء مباشر على السيادة اليمنية”، من دون تقديم إحصائيات دقيقة حول الخسائر أو عدد الضحايا حتى اللحظة.

تحذير إسرائيلي قبل قصف اليمن

في مشهد نادر من التصعيد العلني، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بيانًا حذر فيه المدنيين اليمنيين من البقاء في موانئ الحديدة، رأس عيسى، والصليف، إضافة إلى محطة كهرباء الحديدة، مؤكداً أن هذه المواقع “تُستخدم لأغراض عسكرية” بحسب زعمه.

وقال أدرعي:”جيش الدفاع سيشن غارات على هذه المناطق في الوقت القريب. من أجل سلامتكم، نحث كل من يتواجد فيها، وكذلك السفن الراسية قربها، على الإخلاء الفوري”.

إسرائيل تعترض صاروخ من اليمن

بالتزامن مع الضربات، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ بعيد المدى أُطلق من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، دون الإشارة إلى موقع السقوط أو نتائج عملية الاعتراض.

وتشير التقديرات إلى أن منظومة “حيتس” هي من تصدت للهجوم، وهي منظومة دفاعية مخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية البعيدة.

غارات إسرائيلية في لبنان

وفي تصعيد متزامن، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على مواقع في البقاع وجنوب لبنان، قالت إنها تابعة لحزب الله. وأكد بيان الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت “منشآت عسكرية وبنية تحتية لإنتاج وتخزين أسلحة استراتيجية، ومنصات لإطلاق صواريخ”.

وأضاف البيان أن “هذه الأنشطة تمثل خرقاً صارخاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”، مؤكداً أن الجيش “سيواصل العمل لإزالة أي تهديد ضد الدولة”.

 غارات على بوداي وصور

بدورها، أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن ثلاث غارات على جرد بلدة بوداي غرب بعلبك، كما استهدفت غارة أخرى أطراف بلدتي أرزي وبرج رحال قرب مدينة صور، من دون تسجيل إصابات مؤكدة حتى الآن.

وتحدث شهود عيان عن دوي انف.جارات قوية واندلاع حرائق في بعض المناطق المستهدفة، وسط استنفار واضح لعناصر حزب الله في المنطقة.

هل غيرت إسرائيل قواعد الاشتباك مع أذرع إيران؟

يبدو أن تل أبيب قررت الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، في ظل تزايد الضغوط الأمنية من جبهتي اليمن ولبنان، حيث تتهم إسرائيل كلاً من الحوثيين وحزب الله بتنفيذ أجندات إيرانية لتهديد أمنها البحري والبري.

ورغم أن إسرائيل تجنبت لسنوات الانجرار إلى مواجهة مفتوحة على أكثر من جبهة، فإن الغارات المتزامنة قد تشير إلى بداية مرحلة جديدة من الردع الإسرائيلي ضد أذرع إيران في المنطقة.

ومع اتساع ساحة المواجهة لتشمل البحر الأحمر والجنوب اللبناني في آنٍ واحد، تُطرح تساؤلات كبيرة حول موقف إيران من هذا التصعيد، وإلى أي مدى يمكن أن تتدخل أو توجّه ردودًا عبر حلفائها.

اقرا أيضا

اللاذقية تحترق ودمشق تستغيث… ماذا يحدث في الساحل السوري؟

زر الذهاب إلى الأعلى