غارات مكثفة قبل دخول واشنطن الحرب.. إسرائيل تدمر 5 مقاتلات F-14 إيرانية

مع تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ موجة جديدة من الغارات الجوية، شاركت فيها نحو 60 مقاتلة حربية، استهدفت منشآت عسكرية داخل إيران، وذلك قبل أقل من 3 ساعات من الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية.

وأوضح متحدث باسم جيش الاحتلال، العميد “إيفي ديفرين”، أن الضربات أدت إلى تدمير خمس طائرات إيرانية من طراز F-14 على الأرض، ليرتفع بذلك عدد هذه الطائرات المدمّرة خلال أسبوع إلى خمسة، بعد ضرب طائرتين مماثلتين في هجوم سابق.

وبثّت إسرائيل مقاطع مصوّرة من الضربات لتأكيد النتائج، في وقتٍ بدا أن الحرب الجوية تتجه نحو تصعيد أكبر، مع دخول الولايات المتحدة رسميًا في الساعات الأولى من 22 يونيو عبر نشر قاذفات B-2 وتنفيذ ضربات إلكترونية وصاروخية مركّبة ضد مواقع نووية إيرانية.

تدمير مقاتلات F-14 إيرانية .. تهديد محتمل أم هدف دعائي؟

رغم أن طائرات F-14 الإيرانية تُعد أقدم ما يمتلكه سلاح الجو الإيراني، فإن استهدافها من قبل إسرائيل يطرح تساؤلات حول مدى فعاليتها في ساحة المعركة، وما إذا كانت لا تزال تُشكّل تهديداً فعلياً.

فهذه الطائرات، وهي الوحيدة في الترسانة الإيرانية القادرة على إطلاق صواريخ “فكور 90” ذات المدى البعيد الموجهة بالرادار النشط، طالما أثارت تكهنات بأنها قد تقيّد حرية الحركة الجوية الإسرائيلية، في حال تم تشغيلها بكفاءة.

لكن محللين يشيرون إلى أن قدم أنظمة الرادار في هذه الطائرات، وافتقارها إلى وصلات البيانات الحديثة، يحدّ بشكل كبير من قدراتها القتالية، ويجعل استخدامها محدوداً في معارك الجو الحديثة.

المقاتلة F-14 الإيرانية خلال استهدافها من طائرات إسرائيل

نقص المقاتلات الحديثة يُضعف إيران

الهجوم الإسرائيلي يعكس أيضاً أزمة أعمق داخل سلاح الجو الإيراني، والمتمثلة في افتقاره لطائرات مقاتلة حديثة.

فالعروض التي قدّمتها روسيا (Su-35) والصين (J-10C) لم تؤتِ ثمارها حتى الآن، ما حال دون تطوير القدرات الجوية الإيرانية إلى مستوى يمكنه ردع أو حتى مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي.

وفي المقابل، ورغم أن إسرائيل تعتمد بشكل رئيسي على طائرات قديمة من طراز F-15 وF-16، فإنها تحتفظ بـ40 مقاتلة شبحية من طراز F-35، والتي تُشكل رأس الحربة في الهجمات الجوية.

دفاعات أرضية قوية .. لكن دون دعم جوي

على الرغم من أن الدفاعات الجوية الإيرانية تمكنت، بحسب تقارير، من إسقاط أربع طائرات F-35 خلال الأيام الماضية، فإن تلك النجاحات قد لا تكون كافية لتغيير قواعد اللعبة في غياب دعم من الطيران المقاتل.

فالمعادلة الجوية لا تكتمل بدون طائرات حديثة قادرة على اعتراض وتحدي الهجوم الجوي المتقدّم.

F-14 إيرانية.. إسرائيل تستهدف العمود الفقري للدفاعات الإيرانية

رغم استهداف طائرات F-14، إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن هذه الطائرات ربما لم تكن ضمن الأهداف ذات الأولوية القصوى، وإنما جرى ضربها كأهداف “رمزية” أو دعائية، في ظل الضغوط التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية داخلياً.

فالتركيز الحقيقي لغارات سلاح الجو الإسرائيلي كان موجهاً بالدرجة الأولى إلى مواقع القيادة والسيطرة، ومنشآت الصواريخ الباليستية، ومراكز الطائرات بدون طيار، ومنصات الدفاع الجوي، وهي العناصر التي تشكل العمود الفقري لأي بنية دفاعية متماسكة.

هشاشة سلاح الجو الإيراني أمام مقاتلات إسرائيل

ضرب طائرات F-14 قد لا يُغير موازين القوى، لكنه يُسلط الضوء على هشاشة سلاح الجو الإيراني أمام قوة نيرانية مدعومة بقدرات تكنولوجية فائقة، خصوصًا في غياب مقاتلات حديثة.

ويبقى السؤال المطروح: هل تسعى إسرائيل لتحييد القدرات القتالية الحقيقية، أم أنها توجه رسائل سياسية وعسكرية مدروسة، استعداداً لما هو أخطر في الأيام المقبلة؟

اقرأ أيضاً.. تحتوي على قواعد أمريكية.. دول عربية في مرمى نيران إيران الآن| ما هي؟

زر الذهاب إلى الأعلى