غارات واغتيالات في الجنوب.. هل اقترب سقوط اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل؟

تواصلت غارات إسرائيل، الجمعة، على مناطق مختلفة في جنوب لبنان، في تصعيد جديد يُنذر بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر نوفمبر الماضي.
وأسفرت الضربات عن سقوط قتلى وجرحى، إلى جانب عمليات اغتيال نفذتها طائرات مسيّرة، وتفجيرات ميدانية داخل القرى الحدودية.
إسرائيل تشن غارات على مواقع حزب الله جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ غارات جوية استهدفت موقعاً تابعاً لحزب الله في منطقة جبل البوفور جنوب لبنان. وقال في بيان: “لن نسمح لحزب الله بإعادة تأهيل مواقعه المستهدفة”.
وأظهرت صور متداولة تصاعد أعمدة الدخان من مرتفعات علي الطاهر، والتي كانت من أبرز أهداف القصف الجوي.
وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، نفّذت المقاتلات الإسرائيلية غارة على مدينة النبطية، دون الكشف عن طبيعة الهدف المستهدف أو وقوع إصابات.
وقبيل الغارات، شهد الجنوب عملية اغتيال بطائرة مسيّرة استهدفت دراجة نارية في محيط مدينة بيت ليف، كان يقودها عنصر من حزب الله، بحسب الإعلام المحلي، وقد قضى على الفور.
كما استهدفت مسيّرة أخرى جرافة صغيرة بين بلدتي برعشيت وشقرا، في موقع كان يُستخدم سابقًا لإطلاق صواريخ على شمال إسرائيل. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن إصابة مدني بجروح بالغة جراء الهجوم.
تفجير منزل في قرية حولا
وفي تطور ميداني لافت، دخلت دورية إسرائيلية آلية إلى قرية حولا الحدودية صباح الخميس، وزرعت ألغامًا في منزل يعود لأحد عناصر حزب الله، ثم فجرته، وفق روايات شهود عيان.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد استهدف، يوم الأحد 23 يونيو، أكثر من 12 بلدة في جنوب لبنان، شمال نهر الليطاني، مستهدفاً منشآت عسكرية ومخازن أسلحة ومنصات صاروخية، حسب بيان الجيش الإسرائيلي، دون تسجيل إصابات في صفوف المقاتلين.
استمرار خروقات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، لا تزال إسرائيل تنفذ ضربات جوية بشكل متكرر في الجنوب اللبناني، والضاحية الجنوبية لبيروت، وتُبقي على وجود عسكري في 5 نقاط حدودية داخل الأراضي اللبنانية.
ووفق وزارة الداخلية اللبنانية، فإن العمليات الإسرائيلية منذ سريان الاتفاق أسفرت عن مقتل 190 شخصاً على الأقل، وإصابة 485 آخرين، معظمهم من المدنيين.
تحرك لبناني لتمديد مهمة اليونيفيل
بالتوازي مع التصعيد، تقدمت وزارة الخارجية اللبنانية بطلب رسمي إلى الأمم المتحدة لتمديد مهمة قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، التي تنتهي ولايتها في أغسطس المقبل.
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال لقائه بوفد عسكري بريطاني، “أهمية التمديد لليونيفيل”، مشيرًا إلى أنها “تمثل ركيزة أساسية للاستقرار”، ومؤكدًا أن الجيش اللبناني يُطبق قرار الدولة المتعلق بحصرية السلاح جنوب الليطاني، ويعمل على إزالة المظاهر المسلحة.
هل ينهار الاتفاق بين إسرائيل ولبنان؟
يرى مراقبون أن التطورات الأخيرة، وخصوصًا عمليات الاغتيال والتوغل البري، قد تشكل تحولًا خطيرًا في قواعد الاشتباك. ومع غياب أي مؤشرات على التهدئة، يطرح السؤال نفسه: هل يسقط اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل؟
السيناريوهات تبقى مفتوحة، خاصة في ظل غياب تدخل دولي فاعل، واستمرار الضغوط الميدانية بين الطرفين على طول الحدود الجنوبية.
اقرأ أيضًا: تصريحات متضاربة وتقييمات مختلفة.. كيف فجَّرت إيران الخلافات داخل إدارة ترامب؟