غزة بعد وقف إطلاق النار.. حرب البقاء وسط الدمار والأمل

القاهرة (خاص عن مصر)- لقد وصل وقف إطلاق النار، ولكن بالنسبة لشعب غزة، فإن الحرب ما زالت بعيدة عن الانتهاء. ما تبقى هو نوع مختلف من المعركة – معركة البقاء، والصمود، والمستقبل غير المؤكد.

بينما يبحث الآلاف من الفلسطينيين النازحين عن الاستقرار، فإن أنقاض منازلهم تقف كتذكير صارخ بالدمار الذي تكشف على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية.

وقف إطلاق النار بلا سلام

وفقا لتقرير الجارديان، لقد جلب إعلان وقف إطلاق النار لحظة وجيزة من الراحة، ولكن بالنسبة للعديد من سكان غزة، كان أيضًا بمثابة بداية لنضال جديد. يصف الناس في الشوارع، وفي الأسواق، وفي وسائل النقل العام الأمر بأنه “حرب بعد الحرب”. إنه وقت للحزن – على الأحباء المفقودين، وعلى المنازل التي تحولت إلى أنقاض، وعلى أسلوب حياة تم محوه.

في حين تسمح الهدنة للناس بالعودة، إلا أنه غالبًا ما لا يوجد مكان يذهبون إليه. لقد دمرت أحياء بأكملها، وحتى تلك المباني التي لا تزال قائمة غالبا ما تكون غير صالحة للسكن. ومع ذلك، وعلى الرغم من الدمار، فإن العديد من الأسر النازحة عازمة على إعادة البناء. والحاجة الأكثر إلحاحا الآن هي تسريع جهود إعادة الإعمار لتوفير المأوى الدائم واستعادة الشعور بالاستقرار.

التحدي الهائل المتمثل في إعادة البناء

لن تكون إعادة بناء غزة سهلة. فقد استغرقت معالجة الدمار الناجم عن الصراعات السابقة، مثل حرب عام 2014، سنوات، وتعطلت جهود إعادة الإعمار بسبب التأخير في التمويل والقيود المفروضة على المواد. وهذه المرة، أصبحت العقبات أعظم. فقد نزح ما يقرب من نصف مليون فلسطيني عام 2014؛ والآن، أصبحت الأرقام أعلى من ذلك.

ومن أكبر المخاوف بين سكان غزة أنهم سيظلون محاصرين في ما يشبه “سجن الأنقاض”. ولا تزال ذكريات الحرب ــ سفك الدماء والتشريد والمعاناة ــ حية، ويخشى كثيرون أن تستمر إسرائيل في فرض القيود التي تعوق عملية إعادة البناء. إن الحصار، الذي يشكل بالفعل عقبة كبرى أمام الاستقرار الاقتصادي، قد يؤدي إلى إبطاء دخول مواد البناء الأساسية والمعدات والوقود.

أزمة إنسانية بلا نهاية في الأفق

لقد تركت الحرب كل أسرة تقريبا في غزة في حاجة إلى المساعدة. ارتفعت الأسعار بشكل كبير، وأنفق العديد من الناس آخر مدخراتهم لمجرد البقاء على قيد الحياة.

في حين تستمر المساعدات في التدفق، إلا أنها لا تكفي لتلبية الطلب الهائل. إن حجم الاحتياجات غير مسبوق، وبدون جهد دولي منسق، فإن الأزمة الإنسانية في غزة سوف تتعمق فقط.

بالنسبة للأطفال الذين يكبرون في مخيمات النازحين، أصبحت أنشطة الطفولة العادية الآن من الكماليات. ومع ذلك، حتى في خضم المعاناة، لا تزال هناك ومضات صغيرة من الأمل. في العديد من المخيمات، تم إنشاء مساحات آمنة حيث يمكن للأطفال التعلم واللعب – في محاولة لاستعادة بعض الشعور بالحياة الطبيعية في واقع قاتم.

أقرا أيضا.. نمو واستثمارات وتوسع استراتيجي.. ازدهار صناعة الطيران في مصر

التشبث بالأمل وسط حالة من عدم اليقين

على الرغم من كل شيء، يظل الأمل قوة قوية في غزة. إنه الخيط غير المرئي الذي يربط الناس معًا، ويدفعهم إلى تحمل يوم آخر، والحلم بمستقبل ما بعد الدمار. تدور المحادثات في وسائل النقل العام حول شكل الحياة بعد الحرب، على الرغم من حالة عدم اليقين. الأمل هش، لكنه ضروري أيضًا – فهو ما يجعل الناس يتحركون للأمام.

إن الطريق إلى التعافي سيكون طويلًا، مليئًا بالتحديات والنكسات. ولكن بالنسبة لأولئك الذين تحملوا مصاعب لا يمكن تصورها، فإن إرادة إعادة البناء لا تزال ثابتة. إن شعب غزة ليسوا مجرد ناجين من الحرب؛ إنهم مقاتلون من أجل مستقبلهم.

زر الذهاب إلى الأعلى