غزة على خريطة التهجير من جديد.. هل بدأ تنفيذ النكبة الثانية ضد سكان القطاع؟

كشفت تقارير إسرائيلية عن عزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تنفيذ خطة “الهجرة الطوعية” لسكان قطاع غزة خلال أسابيع، في حال فشل المفاوضات الجارية، وسط مؤشرات على توافق إسرائيلي–أمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان سيناريو النكبة عام 1948.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو أبلغ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بأن خطة الهجرة الطوعية ستُسرَّع خطوات تنفيذها في حال تعثرت المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار.
ويبدو أن هذا الإعلان يأتي استجابة لضغوط اليمين المتطرف داخل الحكومة، وتحديداً من بن غفير، الذي صعّد لهجته في الأيام الماضية تجاه إرسال المساعدات إلى غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو قرر عقد اجتماعات أسبوعية مخصصة لملف التهجير، وتوزيع الصلاحيات على أجهزة الدولة، بما فيها الموساد، الذي تلقى تعليمات بتكثيف الاتصالات مع دول مرشحة لاستقبال لاجئين فلسطينيين من غزة.
بن غفير يهاجم المساعدات ويطالب بالقصف
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المعروف بتطرفه، هاجم بشدة إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، واعتبر ذلك “إفلاسًا أخلاقيًا” في ظل بقاء أسرى إسرائيليين لدى حركة حماس.
وقال في مقطع مصور: “ما كان يجب إرساله إلى غزة هو القنابل، لا الغذاء”، مطالبًا بتكثيف القصف وتشجيع الهجرة الجماعية من القطاع.
ووصف بن غفير قرار الحكومة بزيادة المساعدات بأنه “استسلام لحماس”، معبرًا عن غضبه من تجاهل مشاركته في اتخاذ القرار، قائلاً: “استبعادي من النقاشات أمر خطير للغاية”.
ترامب يعيد طرح خطة التهجير
التطور اللافت في هذا الملف جاء من واشنطن، حيث أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح فكرة ترحيل سكان غزة خلال لقائه الأخير بنتنياهو في البيت الأبيض.
وصرّح ترامب بأن مصر والأردن هما الخياران الأنسب لاستقبال الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الخطة ستكون “طويلة الأمد”، وأن دولًا عدة قد تبدي استعدادًا للتعاون.
الخطة تصل إلى “التطهير العرقي”
الخطة قوبلت بإدانة واسعة من دول عربية ومنظمات حقوق الإنسان، التي وصفتها بأنها “محاولة لتصفية القضية الفلسطينية”، بل واعتبرها البعض بداية لمرحلة جديدة من “التطهير العرقي” ضد الشعب الفلسطيني.
محللون يرون أن التحركات الإسرائيلية–الأمريكية تأتي ضمن مخطط طويل الأمد لفرض تغييرات ديمغرافية في قطاع غزة، وفرض أمر واقع جديد على الأرض، وسط انشغال دولي بالحرب في أوكرانيا وتصاعد التوتر في مضيق تايوان.
هل بدأت النكبة الثانية؟
بحسب تقارير فالحديث المتكرر عن “الهجرة الطوعية” لسكان غزة، والضغط السياسي الإسرائيلي المتزايد، والدعم الضمني من البيت الأبيض، يعيد للأذهان ما حدث عام 1948. وبينما تصف إسرائيل الخطة بأنها “اختيارية”، يرى الفلسطينيون أنها تأتي في سياق تهيئة الأرض لتهجير قسري ممنهج، تحت وطأة الحرب والحصار والجوع.
ورغم رفض الدول العربية للفكرة، يرى مراقبون أن استمرار القصف والانهيار الإنساني في القطاع قد يدفع آلاف العائلات للبحث عن الخلاص بأي ثمن، وهو ما قد تستغله إسرائيل لتبرير خطتها.
اقرأ أيضا
15 دولة غربية تمهد للاعتراف بفلسطين.. هل اقترب حلم الدولة؟