غواصة نووية أمريكية تثير غضب كوريا الشمالية.. وتحذيرات من “نزاع فعلي”
![غواصة نووية أمريكية تثير غضب كوريا الشمالية](https://aboutmsr.com/wp-content/uploads/2025/02/٢٠٢٥٠٢١١_٠٨٥٩٢٨-780x470.jpg)
اتهمت كوريا الشمالية، اليوم الثلاثاء، الولايات المتحدة بالقيام “بعمل عسكري عدائي” بعد وصول غواصة تابعة للبحرية الأمريكية إلى كوريا الجنوبية لإعادة التزود بالوقود.
غواصة نووية أمريكية تثير غضب كوريا الشمالية
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع قوله:
“نعرب عن قلقنا البالغ إزاء العمل العسكري العدائي الأمريكي الخطير، الذي يمكن أن يقود المواجهة العسكرية الحادة في المنطقة المحيطة بشبه الجزيرة الكورية إلى نزاع فعلي بين القوات المسلحة”.
كما دعا المتحدث واشنطن إلى التوقف عن الاستفزازات التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، متهمًا إياها بتجاهل المخاوف الأمنية لبيونغ يانغ.
![](https://aboutmsr.com/wp-content/uploads/2025/02/٢٠٢٥٠٢١١_٠٨٥٩٢٨.jpg)
وصول الغواصة الأمريكية إلى كوريا الجنوبية
وفقًا لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية، وصلت الغواصة الأمريكية “يو إس إس ألكساندريا”، التي تعمل بالدفع النووي، إلى قاعدة بوسان البحرية يوم الإثنين من فئة لوس انجلوس.
ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تزور فيها غواصة أمريكية كوريا الجنوبية، فقد قامت الغواصة نفسها بزيارة مماثلة في نوفمبر الماضي، وهو ما أثار قلق كوريا الشمالية آنذاك.
الغواصة النووية الأمريكية “لوس أنجلوس”
تُعد الغواصة لوس أنجلوس واحدة من أقوى الغواصات النووية في سلاح البحرية الأمريكية وأكثرها استخدامًا، تم تصميمها لأداء مجموعة واسعة من المهام العسكرية، بما في ذلك تصطياد المدمرات والسفن الحربية، تدمير الغواصات والمواقع البرية، تنفيذ العمليات الخاصة، زرع الألغام، والسيطرة على الممرات البحرية.
وقد تم تصنيع 51 غواصة نووية من هذه الفئة، ما يجعلها من أكبر الفئات في تاريخ البحرية الأمريكية.
![غواصة نووية أمريكية تثير غضب كوريا الشمالية](https://aboutmsr.com/wp-content/uploads/2025/02/٢٠٢٥٠٢١١_٠٨٤١٢٨.jpg)
خبراتها في العمليات العسكرية
تتمتع الغواصة “لوس أنجلوس” بخبرة واسعة في العمليات الحربية، خاصة في منطقتي الخليج العربي والبحر المتوسط، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في عدد من النزاعات العسكرية، أبرزها:
– حرب الخليج عام 1991: شاركت أربع غواصات من فئة “لوس أنجلوس” في العمليات العسكرية خلال الحرب.
– حرب العراق عام 2003: استخدمت هذه الغواصات لتنفيذ هجمات استراتيجية وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
![](https://aboutmsr.com/wp-content/uploads/2025/02/٢٠٢٥٠٢١١_٠٨٤١٣٦.jpg)
قدرات التسليح
تمتلك الغواصة “لوس أنجلوس” ترسانة قوية من الأسلحة، مما يجعلها قادرة على تنفيذ ضربات فعالة ضد الأهداف البحرية والبرية، وتشمل تسليحاتها:
– صواريخ توماهوك القادرة على ضرب أهداف استراتيجية بدقة عالية.
– صواريخ دوجلاس هاربون المضادة للسفن.
– أربعة أنابيب لإطلاق الطوربيدات من عيار 21 بوصة، تقع في منتصف الغواصة.
– قدرة على زرع الألغام البحرية المتطورة من نوع MK46 Captor، التي تُستخدم لتعطيل حركة السفن والغواصات المعادية.
![](https://aboutmsr.com/wp-content/uploads/2025/02/FB_IMG_1739256540473.jpg)
تحذيرات وتحركات عسكرية من كوريا الشمالية
أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية أن القوات المسلحة تراقب عن كثب التحركات العسكرية الأمريكية، مشيرًا إلى أن ظهور الوسائل الاستراتيجية الأمريكية المتكرر في المنطقة يشكّل تهديدًا مباشرًا.
كما شدد على أن بيونج يانج مستعدة لاستخدام جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن أمنها ومصالحها الإقليمية.
وأضاف أن كوريا الشمالية تواصل تطوير قدراتها الدفاعية الذاتية، في إشارة إلى تعهد الزعيم كيم جونغ أون في يناير الماضي بمواصلة برنامج بلاده النووي “إلى أجل غير مسمى”.
تصاعد التوترات وعزلة كوريا الشمالية
تواجه كوريا الشمالية عزلة دولية وعقوبات مشددة بسبب برنامجها النووي، الذي يمثل تحديًا مستمرًا للولايات المتحدة وحلفائها.
وخلال فترة رئاسته، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، واصفًا إياه بأنه “رجل ذكي”، ولمّح إلى إمكانية استئناف التواصل معه.
لكن بعد انهيار القمة الثانية بينهما في هانوي عام 2019، تخلّت بيونغ يانغ عن النهج الدبلوماسي وكثفت جهودها لتطوير الأسلحة، رافضة أي عروض أمريكية للحوار.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وجهت كوريا الشمالية انتقادات لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بعد وصفه لها بأنها “دولة مارقة”، مؤكدة أنها لن تتسامح مع أي استفزاز أمريكي.
اقرأ أيضاً
الغواصة النووية الصينية Type09IIIB قفزة نوعية في القدرات البحرية
مستقبل العلاقات بين واشنطن وبيونج يانج
مع استمرار كوريا الشمالية في تعزيز قدراتها العسكرية، والولايات المتحدة في نشر وسائلها الاستراتيجية في المنطقة، تبدو التوترات بين الطرفين مرشحة للتصعيد أكثر.
ويبقى السؤال: هل يمكن العودة إلى المفاوضات، أم أن المواجهة العسكرية أصبحت أمرًا لا مفر منه؟