فانوس رمضان.. علامة مميزة على مر العصور

اعداد : أ. مروة أبو عامر – أرشيف الصور : د. خالد عبد الرحمن

يعتبر فانوس رمضان من الأشياء المرتبطة بأجواء الشهر الكريم، حيث تضفى الفوانيس البهجة والفرحة على الصغار والكبار ويحرص الناس على شراءه لتزيين المنازل والشوارع احتفالا بحلول شهر رمضان. ويعد الفانوس أحد المظاهر الشعبية وواحدا من الفنون الفلكلورية التى نالت إهتمام الفنانين والدارسين، حتى تحول الفانوس الى قطعة جميلة من الديكور المصري فى الكثير من المنازل المصرية حتى يومنا هذا.

وللفانوس جذور تضرب فى عمق التاريخ صفحاتها الأولى التى تخلط مابين الحقيقة والأسطورة ولكنها عاشت وستظل باقية لتكون الوجه المبهج لذكريات شهر رمضان.

ويذكرنا د. رأفت النبراوى استاذ الأثار الإسلامية أن أول ظهور للفانوس فى مصر كان فى عصر الدولة الفاطمية عندما استقبل المصريين الخليفة المعز لدين الله الفاطمى وهو داخل مدينة القاهرة فى يوم الخامس من رمضان عام ٣٥٨ هجرية، حيث خرج المصريون فى موكب كبير جدا اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال للترحيب بالمعز الذى وصل ليلا، حينها وضع سكان القاهرة الشموع على قواعد خشبية وغطوها بالجلود لتجنب انطفاءها ومن هنا كانت بداية ظهور الفانوس.

كما اعتاد سكان القاهرة بعد ذلك على مرافقة الخليفة الفاطمى فى رحلته عبر المدينة إلى المقطم لإستطلاع هلال رمضان حاملين الفوانيس فى مواكب يملؤها الفرحة والبهجة وهم يغنون فرحا لقدوم الشهر الكريم.

يعد الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله من أشهر خلفاء الفاطميين الذين ساعدوا على إزدهار صناعة حيث أمر بتركيب الفوانيس فى كل زقاق وأمام كل منزل و يذكر المؤرخ المصري تقى الدين المقريزي فى الخطط ان كان الخليفة الفاطمى يجمع ٥٠٠ حرفى فى أحياء القاهرة الفاطمية قبل شهر رمضان خصيصا لصنع الفوانيس، وبمرور الوقت تسربت صناعة الفوانيس إلى البلاد المجاورة مثل دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.

ومن أشهر الحكايات التى ارتبطت بفانوس رمضان هو أن الحاكم بأمر الله أمر النساء فى العصر الفاطمى بعدم الخروج من المنازل إلا فى شهر رمضان، لذلك استعملت النساء الفوانيس خلال ذهابهن للمساجد ليلا وذلك حتى يلاحظ المارة وجودهن فى الطريق فيفسحوا لهن المجال للمرور.

فى بداية الأمر كان يتم صنع الفوانيس من الصفيح حتى تحولت صناعة الفوانيس بمرور الوقت إلى فن يتنافس فيه الصناع ويدخل فيه خامات عديدة مثل النحاس والزجاج وغيرها، ومن هنا تحول الفانوس من مجرد آداة لإضاءة الشوارع إلى عنصر احتفالى واساسى فى شهر رمضان.

زر الذهاب إلى الأعلى