فرحة مختلفة.. كيف استقبل السوريون أول رمضان بعد سقوط الأسد؟

يأتي شهر رمضان هذا العام بنكهة مختلفة على سوريا، فبعد سنوات من القمع والانتهاكات، يتنفس السوريون الصعداء، ويجدون في الشهر الكريم فرصة للاحتفال بإنجاز طال انتظاره، على الرغم من أن الأوضاع المعيشية لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا لعموم السوريين.
ويستقبل السوريون رمضان هذا العام وهم يتنفسون الحرية، مستعيدين بعض العادات القديمة، ومستبشرين بمستقبل أكثر استقرارًا رغم التحديات المعيشية التي ما زالت قائمة.
فرحة رمضان في سوريا
ولأول مرة منذ عقود، يستقبل السوريون شهر رمضان المبارك بعيدًا عن سيطرة حزب البعث الحاكم الذي ظل مسيطراً لعقود، وتكتسي الشوارع والأحياء ببهجة جديدة لم يألفوها منذ زمن بعيد؛ حيث اختفت مشاهد القمع والملاحقة الأمنية التي كانت تفرض على جميع مناحي الحياة، بما في ذلك الممارسات الدينية.
يقول أحد سكان مدينة حلب بحسب وسائل إعلام: “لم نشعر بفرحة رمضان الحقيقية منذ سنوات. كنا نصوم تحت وطأة القمع والخوف، واليوم نحن نصوم ونحن أحرار، نرفع أيدينا بالدعاء لمستقبل أفضل، لا معتقلات ولا أجهزة أمنية تلاحقنا حتى في عباداتنا”.
ويُعبر أحد سكان دمشق قائلًا: “لن نقول إننا لم نشعر بهذه البهجة والحرية في ممارسة شعائرنا الرمضانية منذ سنوات الحرب فقط، بل الصواب أن نقول، منذ عقود طويلة، لم نشعر بما نعيشه اليوم”.
عادات رمضان في سوريا
يحافظ أهالي دمشق حتى اليوم على “التكريزة”، وهي عادة متوارثة تسبق شهر رمضان، بمثابة طقس اجتماعي يجمع العائلة الكبيرة والأصدقاء، يودّعون فيها أيام الإفطار بمائدة فطور أو غداء، يغلب عليها جو من التسامح والمودة، وتكون عنواناً لاستقبال الشهر الفضيل بقلوب نقية وصافية.
تقول إحدى السيدات: “قديماً كانت العائلة الكبيرة تجتمع على مائدة غداء، وأحياناً كانت كل أسرة تحضر طبقاً من الطعام أو الحلويات ويتشاركون الأجواء الرمضانية معاً”.
وتضيف: “اليوم، لا تزال هذه العادة قائمة، لكنها أصبحت تأخذ أشكالاً جديدة، حيث يفضل البعض الاجتماع في المطاعم أو الأماكن العامة”.
ويشير أحد كبار السن إلى أن “التكريزة” كانت قديماً بمثابة نزهة في البساتين، وكانت تقام كعربون محبة ومكافأة للنساء على ما سيبذلنه من جهد خلال الشهر الفضيل. واليوم، لا يزال الكثيرون يحافظون على هذه العادة وإن تغيرت بعض تفاصيلها.
الأسواق تعج بالحركة
وللسوريين حكاية قديمة مع التسوق وتحضير المونة لرمضان، فمن عادة البيت السوري تخزين المؤن تحسباً لأي نقص على مدار العام، وتخضع تلك المؤن لمواسم معينة، ويكون لموسم رمضان نصيب مميز بينها.
ورغم الأزمة الاقتصادية، تشهد الأسواق حركة نشطة مع اقتراب شهر رمضان، حيث يحرص الأهالي على شراء احتياجاتهم الرمضانية وفق إمكانياتهم.
يؤكد أحد الباعة في أحد الأسواق الدمشقية: “هناك إقبال على الشراء رغم الظروف الصعبة، فالأهم بالنسبة للناس هو أن تعيش الأجواء الرمضانية بكامل تفاصيلها”.
ويشير البائع إلى أن الأسعار شهدت انخفاضاً مقارنة بالفترات الماضية، وهو ما ساعد مختلف فئات المجتمع على التبضع، مضيفًا: “كان الفقير قديماً يشتري صنفاً واحداً فقط، أما اليوم، فبالقيمة ذاتها يمكنه شراء أكثر من صنف وبنفس الكمية”.
اقرأ أيضًا: قيصر يشعل الغضب في سوريا.. لماذا أوقفت السلطات مسلسل يفضح جرائم الأسد؟