فرصة لـ اللاجئين العرب.. تفاصيل مبادرة أممية لفتح أبواب أوروبا أمام المهارات المهاجرة

في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحول جذري في التعامل الدولي مع أزمة النزوح، أطلقت الأمم المتحدة، ممثلة في كل من منظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مبادرة رائدة تهدف إلى دمج اللاجئين المهرة في أسواق العمل الأوروبية، عبر برنامج تدريبي موسّع يحمل اسم “تدريب من أجل التوظيف”.

وفق تقارير صحفية فالمبادرة، تستهدف النازحين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ كبداية، على أن تتوسع لاحقًا إلى مناطق أخرى، وتهدف إلى ربط المهارات المهاجرة بفرص عمل حقيقية في أوروبا والدول الغنية، بما يحقق فائدة متبادلة للاجئين والدول المضيفة.

دعم أسترالي وتحول في سياسات توظيف اللاجئين

تموّل الحكومة الأسترالية البرنامج لمدة أولية تبلغ 22 شهرًا، في إطار التزامها بتعهدات المنتدى العالمي للاجئين لعام 2023، حيث أعلنت نيتها لعب دور قيادي في تسهيل التوظيف القانوني للاجئين وتوفير مسارات بديلة للهجرة غير النظامية.

ويعمل البرنامج على تدريب مجموعة مختارة من اللاجئين، بهدف تعزيز مهاراتهم، ومواءمتها مع احتياجات القطاعات الأوروبية التي تعاني من نقص في العمالة، ما يفتح الباب أمام إدماج تدريجي للاجئين في المجتمعات المضيفة.

 المهارات أولاً… لا الوضع القانوني

المديرة العامة لمنظمة الهجرة الدولية، إيمي بوب، أكدت أن المبادرة تمثل “فرصة حقيقية لتحويل التحديات إلى مكاسب”، مضيفة أن اللاجئين “يحملون معهم العزيمة والخبرة، وإذا ربطنا هذه الصفات بفرص حقيقية، سنحقق فوائد كبيرة للأفراد والمجتمعات على حد سواء”.

أما المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، فاعتبر أن “الوقت قد حان لتحويل التضامن إلى أفعال”، مشددًا على أن البرنامج يُعد شريان حياة يُقلل الاعتماد على طرق الهجرة غير القانونية ويفتح أمام اللاجئين أبوابًا جديدة نحو الأمان والاستقرار.

مهارات مهدورة وفرص ضائعة

رغم وجود ملايين اللاجئين حول العالم ممن يمتلكون مؤهلات ومهارات مهنية، إلا أن فرص وصولهم إلى أسواق العمل الأوروبية ما زالت محدودة.

وبحسب بيانات المفوضية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لم يحصل سوى 183 ألف لاجئ ماهر على تأشيرات عمل في الدول الغنية بين عامي 2019 و2023.

وهذا الرقم، رغم دلالته، يُشير إلى حجم الفرص الضائعة، ويُبرز الحاجة الملحّة لمعالجة الحواجز التي تمنع اللاجئين من دخول سوق العمل، مثل صعوبة الاعتراف بالمؤهلات، والتحديات اللغوية، وغياب الدعم القانوني والمؤسسي.

اللاجئون على عتبة فرصة تاريخية

وفق بيان الأمم المتحدة، فإن التدريب سيتوافق مع القطاعات الأوروبية التي تعاني من نقص في العمالة، وسيساعد على سد هذه الفجوات، ما يجعل من اللاجئين موردًا بشريًا استراتيجياً لا عبئًا كما يُصوّر في بعض السرديات.

الهدف الأبعد للمبادرة، كما يؤكد البيان، هو بناء نموذج دولي قابل للتكرار والتوسعة، يُحوّل المهارات المهاجرة إلى قوة دافعة للتنمية والاستقرار، ويُرسّخ فكرة أن إدماج اللاجئين ليس مجاملة إنسانية، بل استثمار اقتصادي واجتماعي طويل الأمد.

نحو نموذج عالمي للهجرة المنظمة

المبادرة تمثل خطوة متقدمة ضمن ما يُعرف بـ”المسارات التكميلية للعمالة”، وهي نهج جديد يُعتمد عليه في فتح قنوات آمنة ومنظمة للاجئين نحو التوظيف الدولي، بعيدًا عن سبل الهجرة غير النظامية.

وتؤكد الأمم المتحدة أن من بين أكثر من 42 مليون لاجئ حول العالم، هناك ملايين يمتلكون مهارات قابلة للتوظيف فورًا، لكنهم يحتاجون إلى فرصة فقط، وهي ما تسعى هذه المبادرة إلى توفيره عبر التعاون الدولي.

اقرأ أيضا: حرائق تلتهم شرق الجزائر.. هل تنجح طائرات الجيش في كبح نيران الغابات؟

زر الذهاب إلى الأعلى