فرنسا تجري تدريبًا مع دولة عربية في البحر المتوسط بالقرب من إسرائيل لمواجهة التهديدات المحتملة
أجرت القوات البحرية الفرنسية والتونسية تمرينًا بحريًا مشتركًا من نوع PASSEX في مياه البحر المتوسط، شاركت فيه الفرقاطة الفرنسية الشبحية “غيبرات” (F714) من فئة “لافاييت” والسفينة التونسية “يوغورطا” (P610) من فئة الزوارق الدورية الساحلية.
فرنسا وتونس تنفذان تمرينًا بحريًا مشتركًا في المتوسط
انطلقت المناورة بمحاكاة هجوم غير متماثل عبر زوارق سريعة تمثل عناصر مسلحة تحاول مهاجمة القطع البحرية، بهدف اختبار استجابة الدفاعات لدى الجانبين، وتمت المناورة في المياه الدولية في البحر المتوسط على مقربة من إسرائيل.
ثم جرى تبادل فرق التفتيش بين السفينتين، حيث صعدت فرق من كل طرف على متن السفينة الأخرى لتنفيذ تدريبات على إجراءات التحقق من الأعلام والتفتيش، قبل أن تختتم الفعالية بمناورات تكتيكية بحرية مشتركة لتعزيز التنسيق والاتصال العملياتي.
وأكدت وزارة القوات المسلحة الفرنسية أن الهدف من هذه التدريبات هو رفع مستوى التكامل بين القوتين البحريتين في مواجهة التهديدات البحرية المتزايدة كالإتجار غير المشروع والهجرة غير النظامية في المتوسط.
التمرين يرسخ التكامل العملياتي ويعزز قدرة الردع
تعكس المناورة المشتركة بين البحرية الفرنسية ونظيرتها التونسية اهتمامًا متزايدًا ببناء قدرات عملياتية مشتركة في ظل بيئة بحرية تتسم بتزايد التحديات، من تهريب الأسلحة إلى الهجرة غير الشرعية.
مشاركة سفينة متقدمة من فئة “لافاييت” بجانب أحدث زوارق الدوريات التونسية توضح حرص باريس على دعم القدرات الإقليمية لحلفائها جنوبي المتوسط، بينما تؤكد تونس رغبتها في تعزيز جاهزية أسطولها لمهام الحماية الساحلية والتعاون الدولي.
التمارين التي تحاكي تهديدات غير نظامية (مثل الزوارق السريعة) باتت ذات أولوية، نظرًا لتزايد استخدام هذا النوع من التكتيكات من قبل جهات فاعلة غير دولية.
وبالتالي، فإن هذا النوع من التدريبات يساهم في تحسين الاستجابة السريعة والتنسيق بين الحلفاء، ما يعزز الأمن البحري الإقليمي.
الفرقاطة الفرنسية “غيبرات”: مرونة عملياتية رغم غياب التحديث
الفرقاطة “غيبرات” هي آخر سفينة تم بناؤها ضمن فئة “لافاييت” الشهيرة، والتي طورتها فرنسا في أعقاب الحرب الباردة لتوفير حلول ميسورة التكلفة لعمليات الانتشار الخارجية ومهام الدوريات في البيئات ذات التهديد المنخفض إلى المتوسط.
تتميز هذه الفئة بخصائص شبحية متقدمة، بفضل استخدام مواد ماصة للرادار وتصميم مائل لتقليل البصمة الرادارية.
تبلغ إزاحتها الكاملة 3,600 طن، ويبلغ طولها 125 مترًا، وهي مزودة بأربعة محركات ديزل بقوة إجمالية تبلغ 21,000 حصان، تسمح لها بالإبحار بسرعة تصل إلى 25 عقدة، ومدى يصل إلى 9,000 ميل بحري بسرعة 12 عقدة.
تحمل “غيبرات” مروحية NH90 أو بانثر، وتضم طاقمًا من 164 فردًا.
وعلى الرغم من عدم خضوعها لبرنامج التحديث الذي شمل بعض سفن الفئة الأخرى، حيث لم تحصل على صواريخ Exocet Block 3c أو أنظمة سونار حديثة، فإنها ما تزال تشارك بفعالية في مهام دولية، مثل عملية أتالانتا في المحيط الهندي، وعملية “هارماتان” قبالة ليبيا.
كما ساهمت في عمليات مكافحة التهريب في البحر العربي، بما في ذلك اعتراض سفينة إيرانية كانت تنقل أسلحة مفترضة إلى اليمن عام 2023.
“يوغورطا”: العمود الفقري للدوريات التونسية الحديثة
تمثل السفينة “يوغورطا” إحدى أبرز وحدات الدوريات في البحرية التونسية، وهي جزء من صفقة أبرمتها تونس عام 2016 مع شركة “دامن” الهولندية، استنادًا إلى تصميم MSOPV 1400.
وتم بناؤها في رومانيا، ودخلت الخدمة عام 2019، إلى جانب ثلاث سفن شقيقة.
تبلغ إزاحة السفينة 1,877 طنًا بكامل حمولتها، ويصل طولها إلى 75 مترًا. تعتمد على أربعة محركات ديزل من طراز “كاتربيلر” بقوة إجمالية 9,600 حصان، ما يمنحها سرعة تصل إلى 20.5 عقدة ومدى عملياتي يصل إلى 4,000 ميل بحري.
تشمل تجهيزاتها خليجًا متعدد المهام تحت منصة المروحية يسمح بتخزين الزوارق أو الحاويات، مع قدرة على تشغيل طائرات بدون طيار أو مروحيات خفيفة.
“يوغورطا” لعبت دورًا محوريًا في عدد من العمليات الثنائية والمتعددة، منها مرافقة قطع من خفر السواحل الأميركي، والمشاركة في تمرين Phoenix Express، إلى جانب مهام تدريبية بالتعاون مع الأكاديمية البحرية التونسية. وتواصل أداء دورها الرئيسي في حماية السواحل وتعزيز التعاون الأمني الإقليمي.
اقرأ أيضًا.. الإمارات الأقرب وهذا موقف السعودية.. هل تمتلك دول الخليج مقاتلات شبحية؟