فرنسا تكشف عن مروحية H160 الحديثة .. تحديث قدراتها الجوية لمواكبة تحديات القرن الـ21

كشفت المديرية العامة للتسليح الفرنسية (DGA) عن المروحية الجديدة H160 خلال فعاليات احتفالات يوم الباستيل، وذلك ضمن إطار تعزيز الابتكار التكنولوجي في قطاع الطيران العسكري والمدني.

ومن المقرر عرض النموذج التجريبي في قلب العاصمة الفرنسية، مزودًا بعناصر طلاء برتقالية بارزة ترمز إلى الطيران التجريبي في فرنسا.

فرنسا تكشف الستار عن مروحية H160 المتطورة

وستُستخدم هذه المروحية في تدريب طياري الاختبارات بمدرسة EPNER المرموقة، ضمن تحضيرات إدخال النسخة العسكرية H160M “Guépard” إلى الخدمة.

وتعتزم وزارة الدفاع الفرنسية استلام أولى النسخ التجريبية في أكتوبر 2025، تمهيدًا لتشغيلها الميداني بدءًا من 2027، في إطار برنامج “المروحية الخفيفة المشتركة” (HIL).

H160M  .. توحيد القدرات وتحديث العقيدة

تمثل النسخة العسكرية H160M “Guépard” تطورًا استراتيجيًا في التفكير الفرنسي نحو توحيد الأسطول الجوي عبر منصة متعددة الأدوار، تشمل الدعم الناري، الإنزال الكوماندوز، مهام البحث والإنقاذ، والحرب البحرية.

فالجيش الفرنسي طلب 169 وحدة موزعة على القوات البرية والجوية والبحرية، ما يعكس ثقة المؤسسة الدفاعية في قدرات هذه المنصة على تغطية نطاق واسع من التهديدات.

وبفضل تصميمها الخفيف وهيكلها المركب بالكامل، ستوفر Guépard مرونة تشغيلية وسرعة استجابة أكبر، خصوصًا في العمليات السريعة والبيئات المعقدة.

كما أن دمج نظام “Helionix” الإلكتروني المتقدم يعزز من الوعي الظرفي والقدرة على إتخاذ قرارات فورية في بيئات قتالية ديناميكية.

تقنية Blue Edge وأداء لا يُضاهى

تتفوّق H160 في فئتها بفضل دمجها شفرات Blue Edge الفريدة، التي تقلل الضوضاء بنسبة 50% وتزيد قدرة الرفع مقارنة بالشفرات التقليدية.

كما أن الذيل Fenestron المائل يسهم في تقليل البصمة الصوتية وتحسين الثبات، وهي مزايا حيوية في مهام التخفي أو العمل في المناطق الحضرية.

تم تزويد المروحية بمحركين من طراز Safran Arrano 1A بقوة 1280 حصانًا لكل منهما، ما يمنحها سرعة قصوى تصل إلى 325 كم/ساعة، ومدى عملياتي يصل إلى 880 كم، وهو ما يضعها في مصاف المروحيات التكتيكية المتقدمة عالميًا.

تصميم داخلي متكيّف.. من VIP إلى خطوط النار

يتميز تصميم H160 الداخلي بمرونة غير مسبوقة، حيث يمكن تهيئتها لتناسب النقل المدني الفاخر، أو خدمات الإسعاف الجوي، أو المهام القتالية.

وتتسع المقصورة لطاقم من طيارين و12 جنديًا، مع قابلية تعديل المقصورة بسرعة حسب طبيعة المهمة.

منظومة الاختبار المثبتة في النسخة التجريبية تتضمن محطات طيران مزدوجة، وغرفة اختبار ميداني لتركيز البيانات وتحليلها، ونظام يسمح بتعديل خصائص الطيران لدعم تدريب الطيارين على سيناريوهات متنوعة.

رؤية مستقبلية في سماء أوروبا

بدمجها بين الأداء، الأمان، والابتكار، تُعد H160 تجسيدًا للرؤية الفرنسية في تحديث قدراتها الجوية لمواكبة تحديات القرن الـ21.

فهي لا تعتمد على القوة النارية فقط، بل على التصميم الذكي، والمرونة التشغيلية، والقدرة على التكيف مع احتياجات ميدانية متغيرة.

ومن خلال اعتماد H160M Guépard كمظلة توحيد للأسطول الجوي الفرنسي، تسعى باريس لتقليل تكاليف الصيانة والتدريب، وزيادة التنسيق العملياتي بين أفرع القوات المسلحة، في خطوة تضع فرنسا في طليعة الدول التي تطوّر مفهوما متكاملا للمروحية القتالية المستقبلية.

اقرأ أيضاً.. دولة عربية تعلن رسميًا امتلاك أول مقاتلة شبحية من الجيل الخامس والدب الروسي يغازل الخليج