فريق ترامب يفرض عقوبات على النفط.. للاتفاق مع روسيا والضغط على إيران
القاهرة (خاص عن مصر)- بينما يستعد الرئيس دونالد ترامب لتولي منصبه، يعمل فريقه على تطوير استراتيجية عقوبات واسعة النطاق من شأنها إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي، مع عواقب كبيرة على أسواق النفط العالمية.
تهدف هذه الاستراتيجية، كما أفاد المطلعون على المناقشات، إلى تخفيف الصراع الروسي الأوكراني الجاري وتشديد الضغوط على دول مثل إيران وفنزويلا، والنتائج المحتملة لهذا النهج لن تؤثر فقط على الديناميكيات السياسية لهذه الدول، بل وأيضاً على أسعار الطاقة العالمية.
خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا
وفقا لتقرير بلومبرج، يدور أحد الجوانب الأكثر أهمية في سياسة العقوبات التي ينتهجها ترامب حول الحرب الجارية في أوكرانيا، ويدرس فريق ترامب اتجاهين محتملين، ويتضمن النهج الأول تخفيف العقوبات المفروضة على منتجي النفط الروس في محاولة لتعزيز الحل الدبلوماسي للصراع.
وفقاً لمصادر مجهولة، تدرس الإدارة الجديدة التدابير التي من شأنها أن تقدم تنازلات لشركات النفط الروسية، والتي من شأنها أن تلعب دوراً في إبرام اتفاق سلام، إن الاستراتيجية الثانية الأكثر عدوانية تتمثل في مضاعفة العقوبات لزيادة الضغط على الكرملين، باستخدام النفوذ الاقتصادي كأداة لإنهاء الحرب.
لقد أوضح سكوت بيسنت، مرشح ترامب لمنصب وزير الخزانة، موقفه بوضوح: فهو يؤيد تشديد العقوبات ضد روسيا، وخاصة استهداف شركات النفط الروسية الكبرى.
قال بيسنت في جلسة استماع بمجلس الشيوخ: “سأكون على استعداد بنسبة 100% لرفع العقوبات”، بحجة أن العقوبات الحالية لم تكن قوية بما فيه الكفاية وأن حذر إدارة بايدن نابع من مخاوف من رفع أسعار الطاقة خلال عام الانتخابات.
يشير هذا التعليق إلى أن فريق ترامب يفكر في موقف اقتصادي أكثر عدوانية من شأنه أن يعطل سوق النفط بشكل كبير.
اقرأ أيضا.. حماس بعد وقف إطلاق النار.. ضعيفة لكنها ما تزال صامدة
التداعيات على أسواق النفط العالمية
ستكون القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب ذات تأثير مباشر على أسعار النفط العالمية، في أعقاب العقوبات الأخيرة التي فرضتها إدارة بايدن، والتي تسببت بالفعل في ارتفاع ملحوظ في عقود النفط الخام برنت، يشعر المحللون بالقلق من أن المزيد من العقوبات في ظل ترامب قد تؤدي إلى تصعيد تكاليف الطاقة في جميع أنحاء العالم.
تشير بعض التوقعات إلى أن هذه التدابير قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، مما يزيد من تكاليف الوقود للمستهلكين على مستوى العالم.
لا تزال مداولات فريق ترامب بشأن العقوبات في مراحلها المبكرة، وتعتمد القرارات الرئيسية على ترامب نفسه، اعتبارًا من الأسبوع الماضي، أشار ترامب إلى أنه تم ترتيب اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما قد يشير إلى إمكانية إجراء مفاوضات قريبة الأجل لإنهاء الحرب.
مع ذلك، تواجه إدارة ترامب المهمة المعقدة المتمثلة في معايرة العقوبات بطريقة لا تعطل إمدادات الطاقة العالمية أو تعرض مكانة الدولار للخطر كعملة احتياطية عالمية.
النهج الاستراتيجي لروسيا وإيران وفنزويلا
في حين يظل الصراع بين روسيا وأوكرانيا هو المحور الرئيسي، فإن استراتيجية العقوبات التي ينتهجها ترامب تتضمن أيضًا تشديد الضغوط على كل من إيران وفنزويلا، وهما دولتان كانت صادراتهما النفطية محورية في أسواق الطاقة العالمية.
بالنسبة لإيران، يُقال إن فريق ترامب يستعد لحزمة عقوبات قوية، تستهدف بشكل خاص صناعة النفط الإيرانية، مع احتمال الإعلان عن التدابير في وقت مبكر من شهر فبراير. إن هذه العقوبات مصممة لتقليص صادرات النفط الإيرانية، التي انتعشت في عهد الرئيس بايدن، وبالتالي استعادة حملة “الضغط الأقصى” المشابهة لتلك التي شنت خلال فترة ولاية ترامب الأولى.
ويعتقد مستشارو ترامب أن هذا النهج قد يحد من صادرات النفط الإيرانية بشكل كبير، مما يعكس نتائج تصرفات الإدارة الأولى، والتي أثرت بشدة على تجارة النفط في طهران.
في فنزويلا، الوضع أكثر تعقيدًا. على الرغم من تحمل استراتيجية الضغط الأقصى لإدارة ترامب، تمكن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من الاحتفاظ بالسلطة، ولا تزال صادرات النفط في بلاده تشكل نقطة خلاف، وبينما يتداول فريق ترامب حول أفضل مسار للعمل، هناك رغبة في إحياء سياسة أكثر عدوانية يمكن أن تنطوي على تصعيد العقوبات.
يعود ماوريسيو كلافير كاروني، وهو شخصية رئيسية من فترة ولاية ترامب الأولى، إلى دور قيادي في السياسة تجاه أمريكا اللاتينية، مما يشير إلى عودة محتملة إلى موقف متشدد تجاه مادورو.
الطريق إلى الأمام: التوازن الدبلوماسي والحرب الاقتصادية
إن فريق ترامب يكافح أيضًا من أجل إيجاد التوازن بين استراتيجيته للحرب الاقتصادية والحاجة إلى الدبلوماسية، وسوف يكون انتهاء صلاحية الترخيص العام في مارس، والذي يسمح حاليًا باستمرار بعض المعاملات التي تنطوي على منتجات الطاقة الروسية، من النقاط الرئيسية التي سيتم التركيز عليها، وإذا سمحت وزارة الخزانة بانقضاء هذا الإعفاء، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد كبير للضغوط على روسيا.
وبالإضافة إلى ذلك، تدرس إدارة ترامب تنفيذ عقوبات ثانوية تستهدف ليس فقط روسيا بل وأيضا شركات الشحن الأوروبية والآسيوية المشاركة في تجارة النفط، وقد يشمل هذا معاقبة المشترين الرئيسيين من دول مثل الصين والهند، وبالتالي زيادة الضغوط على قدرة روسيا على تصدير النفط.
بدلا من ذلك، قد يتضمن النهج الأقل عدوانية إصدار تراخيص جديدة ورفع سقف الأسعار للنفط الروسي، وإبقائه في السوق مع الاستمرار في ممارسة الضغوط على الكرملين.
خط رفيع بين العقوبات والدبلوماسية
في الأشهر المقبلة، تواجه إدارة ترامب مهمة صعبة لتحقيق التوازن. ولا شك أن استراتيجية العقوبات التي يجري صياغتها ستخلف عواقب وخيمة ليس فقط على روسيا، بل وأيضا على إيران وفنزويلا وسوق النفط العالمية.
وبينما يزن فريق ترامب خياراته، يظل السؤال مطروحا: هل يمكن للضغوط الاقتصادية أن تؤدي إلى حل سلمي للصراع في أوكرانيا، أم أنها ستعمق عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي؟ وفي نهاية المطاف، سوف تلعب القرارات المتخذة في الأسابيع المقبلة دورا حاسما في تشكيل مستقبل تجارة النفط العالمية والدبلوماسية الدولية.