فضيحة تهز العراق.. تسريب صور “زينب جواد” يفتح النار على أمن الحشد الشعبي
شهدت الأوساط العراقية خلال الساعات الماضية عاصفة من الغضب بعد انتشار صور خاصة للمحامية والناشطة زينب جواد على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات مباشرة لجهاز أمن «الحشد الشعبي» بالوقوف وراء عملية التسريب، بعد أسابيع من اعتقالها ومصادرة هاتفها الشخصي.
الحادثة أعادت إلى الواجهة ملف الانتهاكات التي تطال النشطاء الحقوقيين، وخاصة النساء، في بلد يعاني من هشاشة مؤسساتية وتداخلات أمنية خطيرة، ما يهدد بيئة الحريات والعدالة. وقد أثار تسريب صور زينب جواد حالة من السخط في الشارع العراقي، وتحديداً بين الحقوقيين والمثقفين والناشطين في مجال الدفاع عن الحريات.
اعتقال غامض لـ زينب جواد في العراق
تعود تفاصيل القصة إلى نهاية يونيو الماضي، عندما قامت قوة من جهاز أمن الحشد الشعبي باعتقال زينب جواد عند حاجز تفتيش في منطقة الشعب، شرقي العاصمة بغداد، أثناء عودتها من إقليم كردستان، وفق ما أفاد به ناشطون ومقربون منها.
وبحسب المصادر، تمت مصادرة هاتفها المحمول وأجهزتها الإلكترونية، قبل أن يُقطع الاتصال بها بشكل كامل، دون الكشف عن مكان احتجازها أو التهم الموجهة إليها.
وتُرجّح مصادر حقوقية أن يكون تسريب الصور الخاصة قد تم بعد تفريغ محتوى هاتفها، وهو ما اعتُبر فضيحة أخلاقية وأمنية في آن واحد.
إدانات سياسية وحقوقية واسعة بعد اعتقال زينب جواد
ردود الفعل لم تتأخر، إذ اعتبر النائب المستقل سجاد سالم، المعروف بانتقاداته للفصائل المسلحة، أن ما جرى يُمثل «سقطة أخلاقية كبرى»، قائلاً عبر منصة «إكس»:«لم يتبقَّ مشترك بينهم وبين العراقيين اليوم، لا مواطنة ولا شرع ولا خُلق ولا عُرف!».
من جهته، قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان في بيان رسمي، إنه يتابع بقلق بالغ ملابسات اعتقال زينب جواد، مؤكداً أن هذا التصرف يُعد “انتهاكاً صارخاً لحرية التعبير وتهديداً للعمل الحقوقي والمدني في العراق”، وطالب بإطلاق سراحها فوراً ما لم تكن هناك تهم قضائية واضحة.
زينب جواد… صوت نسوي مزعج للفصائل
عرفت زينب جواد في الأوساط العراقية كإحدى أبرز الناشطات في حراك تشرين 2019، واشتهرت بمواقفها الجريئة في الدفاع عن حقوق النساء، ورفضها التعديلات التي أقرها البرلمان العراقي على قانون الأحوال الشخصية، ووصفتها بـ”الردة على مكتسبات المرأة العراقية”.
كما ظهرت زينب جواد في العديد من المقابلات التلفزيونية، مدافعة عن ضرورة سن قوانين تحمي النساء من العنف الأسري والتحرش الجنسي، وخاصة في أماكن العمل، ما جعلها عرضة لحملات تشهير منظمة وتهديدات متكررة من قبل أطراف متشددة.
منشورات جريئة تسبق الاختفاء
في آخر منشور لها عبر منصة “إكس”، شنت زينب جواد هجوماً صريحاً على الفصائل الموالية لإيران، ووصفتها بـ”الممزقة من الخوف من كابوس الدرون وصواريخ هيل فاير”، متوقعة أن تضحي طهران بما تبقى من وكلائها في العراق، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة.
كما سخرت من الخطاب الطائفي الذي يوظف ضد الخصوم، قائلة إن “البعض لا يخجل من ركوب مشروع الطعن بأعراض المخالفين”، مضيفة أن “الحديث عن مظلومية المذهب سيتوقف حين يُعرض بدراهم”.
خطر ممنهج على النشطاء
تأتي قضية زينب جواد في وقت حساس تشهد فيه الساحة العراقية محاولات لتكميم الأفواه، وسط تصاعد حملات القمع ضد النشطاء الحقوقيين، ولا سيما النساء اللواتي يرفعن صوتهن ضد تغوّل الفصائل المسلحة والتشريعات المتخلفة.
ويرى مراقبون أن تسريب الصور الخاصة لناشطة معروفة مثل زينب جواد يشكل سابقة خطيرة في استهداف الحياة الخاصة، ويؤكد استمرار سياسة الترهيب لتصفية الحسابات السياسية، مع غياب المحاسبة الفعلية من قبل السلطات القضائية.
اقرأ أيضا: عاصفة الاعتراف الدولي بفلسطين.. هل تنعكس على مفاوضات الهدنة في غزة؟