فوردو وسجن إيفين تحت نيران إسرائيل..هل تُشعل تل أبيب فتيل المعركة الكبرى مع إيران؟
في ظل التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، استهدفت طائرات إسرائيلية، اليوم الاثنين، منشآت عسكرية وأمنية حساسة في عمق الأراضي الإيرانية، أبرزها منشأة “فوردو” النووية المحصّنة وسجن “إيفين” الشهير شمال طهران، وذلك بالتزامن مع ضربات على مقار الحرس الثوري ومواقع استراتيجية أخرى.
ومع دخول الحرب يومها الحادي عشر، يتصاعد القلق من أن تكون تل أبيب قد بدأت فعلياً إشعال فتيل معركة كبرى في المنطقة.
فوردو إيران تحت قصف إسرائيل
أعلنت وكالة “تسنيم” الإيرانية، التابعة للحرس الثوري، أن منشأة “فوردو” النووية الواقعة على بعد نحو 180 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران، تعرضت لهجوم مباشر، في عملية هي الثانية خلال أقل من 24 ساعة بعد غارات أمريكية طالت الموقع ذاته.
المنشأة، المعروفة بتحصينها الشديد داخل جبل وعلى عمق يقارب 90 متراً، تُعد من أهم مراكز تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وتحتل مكانة مركزية في الملف النووي الإيراني.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارات جوية استهدفت “طرق الوصول” إلى موقع فوردو، بهدف تعطيل قدرته التشغيلية وقطع الإمدادات عنه، في تحرك يُنظر إليه على أنه تجاوز للخطوط الحمراء.
إسرائيل تستهدف سجن إيفين بـ إيران
وفي ضربة اعتُبرت بمثابة رسالة سياسية وأمنية، أعلنت إسرائيل استهداف “سجن إيفين” شمال طهران، المعروف باحتجاز معارضين سياسيين وناشطين وقيادات مدنية منذ سنوات.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن سجن إيفين ومقرات الأمن الداخلي التابعة للحرس الثوري كانت من بين الأهداف التي طالها القصف في قلب العاصمة الإيرانية.
من جهتها، أقرت السلطة القضائية الإيرانية عبر موقع “ميزان أونلاين” التابع لها، بأن “مقذوفات سقطت على سجن إيفين، ما تسبب بأضرار في أجزاء من المنشأة”.
كما أفادت وسائل إعلام محلية بحدوث انقطاع في التيار الكهربائي في منطقة إيفين بعد استهداف منشأة للطاقة في الحي.
سلسلة انفج.ارات تهز طهران وكرمنشاه
وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية بسماع دوي انفج.ارات عنيفة في عدة مناطق من العاصمة الإيرانية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع عسكرية في كرمنشاه، غرب البلاد، ضمن هجمات وصفها بأنها “أوسع عمليات جوية إسرائيلية في إيران منذ اندلاع المواجهة الحالية”.
وفي شمال طهران، أكد “الهلال الأحمر” الإيراني أن إحدى الغارات الإسرائيلية أصابت موقعاً بالقرب من مقره، ونشر عبر “تلغرام” مقطع فيديو يُظهر أعمدة من الدخان تتصاعد من مكان الضربة.
إيران تلوح بتوسيع نطاق الحرب مع إسرائيل
المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد إبراهيم ذو الفقاري، توعّد اليوم برد قاسٍ، قائلاً إن “العدوان الصه.يوني سيوسّع من نطاق الأهداف المشروعة لقوات الجمهورية الإسلامية، ويفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من المواجهة”.
وأكد ذو الفقاري أن “هذا العمل العدواني لن يمر من دون رد، وأن خيارات إيران مفتوحة داخل المنطقة وخارجها”، في إشارة إلى إمكانية الرد عبر وكلاء طهران في المنطقة أو عبر عمليات مباشرة.
لماذا فوردو وإيفين؟
وفق تقارير يُعد استهداف فوردو تطوراً خطيراً، نظراً لما يمثله الموقع من قيمة استراتيجية في برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، بينما يحمل قصف سجن إيفين بُعداً رمزياً، باعتباره أحد أبرز معالم النظام الأمني القمعي في إيران.
ويُفهم من هذا التوجه الإسرائيلي أن تل أبيب تسعى إلى كسر العمق السيادي لطهران، سواء من خلال ضرب بنيتها النووية أو جهازها الأمني الداخلي.
كما يشير توقيت الهجمات الإسرائيلية، بعد ضربات أميركية مماثلة، إلى تنسيق ضمني بين الطرفين، خصوصاً أن الهجوم يأتي بعد تهديدات علنية من واشنطن بشأن تسريع إيران لأنشطتها النووية وإخفاء مخزونات عالية التخصيب.
مخاوف من حرب شاملة بين إيران وإسرائيل
في ظل هذا التصعيد، يزداد الحديث عن أن المنطقة تقف على أعتاب مواجهة شاملة. فإسرائيل لم تعد تكتفي بضرب أهداف إيرانية في سوريا أو عبر عمليات استخباراتية، بل انتقلت لمرحلة الضربات المكشوفة داخل الجغرافيا الإيرانية نفسها.
ومع توعّد طهران بالرد، تبدو المعركة مفتوحة على سيناريوهات أكثر تعقيداً، لا سيما مع دخول منشآت نووية ومراكز أمنية ضمن بنك الأهداف.
اقرا ايضا.. إيران تتوعد أمريكا.. هل تستهدف طهران قواعد واشنطن في الشرق الأوسط؟