فيلم الـ 21 – الواحد والعشرون.. ذكرى شجاعة 21 شهيدًا مسيحيًا مصريًا أمام داعش في ليبيا

القاهرة (خاص عن مصر)- بعد مرور عشر سنوات على إعدام داعش لـ 21 مسيحيًا قبطيًا مصريًا على شاطئ ليبي، ظهر فيلم جديد قوي، الـ 21 – “الواحد والعشرون”، لتكريم شجاعتهم.

الفيلم، الذي تم ترشيحه لجائزة الأوسكار، بمثابة تكريم لإيمانهم وتضحياتهم. ومن بين أولئك الذين دافعوا عن المشروع نجم فيلم “المختار” جوناثان رومي، الذي يعمل كمنتج تنفيذي.

قصة يجب أن تُروى

في مقابلة حصرية على موقع روزنبرج ريبورت، تحدث رومي مع المذيع جويل روزنبرج عن ارتباطه العميق بالمشروع. “الواحد والعشرون” ليس فيلمًا وثائقيًا تقليديًا ولكنه فيلم رسوم متحركة يستفيد من الأيقونات المصرية لسرد قصة حقيقية مروعة وملهمة.

أعرب رومي عن إعجابه بالشهداء، مؤكدًا كيف أثر تفانيهم الراسخ عليه بشدة. كما قال: “لقد تأثرت تمامًا بالقصة، وبالصمود في التزام هؤلاء الرجال بإيمانهم – عدم إنكار إيمانهم، حتى تحت تهديد الموت”.

ارتباط شخصي بمصر

في حين اشتهر رومي بتجسيده ليسوع المسيح في فيلم The Chosen، فإن الكثيرين لا يدركون تراثه المصري. ولد والده ونشأ في مصر، وبعض أقاربه من الأقباط الأرثوذكس. لقد قدم له فيلم الـ 21 فرصة فريدة للتواصل مع جذوره.

وصف رومي التجربة بأنها “لحظة دائرة كاملة”، موضحًا أن السفر إلى مصر وعرض الفيلم في القاهرة كان بمثابة حلم تحقق. “إنها فرصة لي لمواصلة ربط إيماني بفني بطريقة لم أكن لأتوقعها، حتى هذا الفيلم”.

اقرأ أيضًا: الزحف عبر الظلام.. كيف عثر على مقبرة تحتمس الثاني؟ اختراق في علم المصريات

صناعة فيلم الـ 21

جاء الإلهام للفيلم من مارك وليان روجرز، اللذين تأثرا بشدة بقصة الشهداء. بعد رحلتهما الأولى إلى مصر، شعرا بالرغبة في إحياء القصة من خلال السينما.

خلال المقابلة، أشار روزنبرج إلى أن النهج الفني للفيلم يجعله مؤثرًا بشكل خاص. فبدلاً من تصوير الأحداث المأساوية بطريقة واقعية للغاية، اختار صناع الفيلم الرسوم المتحركة لزيادة التأثير العاطفي. ووافق رومي على ذلك قائلاً: “إن وسيلة الرسوم المتحركة تخلق احتمالات رحلة أكثر تأثيرًا لهؤلاء الرجال”.

الإيمان والتأمل

يعتقد رومي أن فيلم الـ 21 يطرح سؤالاً أساسيًا على المشاهدين: “كيف نستجيب لهذه الدعوة؟ ماذا نفعل في مكانهم؟ هل يمكننا أن نكون مخلصين مثلهم؟” واعترف أنه حتى هو يواجه تحديًا بهذه الأسئلة، ويصلي أن يتمتع بنفس الشجاعة إذا واجه مثل هذا الاختبار.

رسالة تتجاوز الزمن

إلى جانب سرد الأحداث التاريخية، يعمل فيلم 21 كتذكير بقوة الإيمان والاقتناع. وأكد روزنبرج أنه يريد أن يشاهد أكبر عدد ممكن من الناس الفيلم ويتأملوا في الشجاعة التي أظهرها الشهداء الـ 21.

وقد علق رومي، مرددًا نفس الرأي، “أعتقد أن هذا سيحرك الكثير من الناس ويرغبون في معرفة المزيد عن هذه القصة وعن قوة الإيمان في حياة الإنسان وما يعنيه أن يكون المرء تابعًا للمسيح”.

زر الذهاب إلى الأعلى