في العيد الـ55 للدفاع الجوي المصري.. قصة إسقاط الفانتوم وسر حائط الصواريخ

تحتفل مصر في الـ30 من يونيو، بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس قوات الدفاع الجوي، إحدى الركائز الأساسية للقوات المسلحة المصرية، والتي تُعرف بـ”القوة الرابعة” بالجيش المصري.

ويُجسد هذا اليوم لحظة فاصلة في التاريخ العسكري المصري، حين نجحت قوات الدفاع الجوي عام 1970 في إسقاط 12 طائرة إسرائيلية متقدمة من طرازي “فانتوم” و”سكاي هوك”، في أسبوع عُرف إعلاميًا بـ”أسبوع تساقط الفانتوم”.

أسبوع إسقاط الفانتوم أصبح عيداً للقوات الجوية

هذا الإنجاز الاستثنائي لم يكن فقط ضربة قاسية للعدو، بل شكّل الإعلان الرسمي عن ميلاد قوات الدفاع الجوي كفرع مستقل في الجيش المصري، ما جعل الثلاثين من يونيو عيدًا رسميًا سنويًا لهذه القوة التي باتت درع السماء وسيف السيادة الوطنية.

طائرات الفانتوم F-4 الإسرائيلية

قرار بناء حائط الصواريخ

في تصريحات للفريق ياسر الطودي، قائد قوات الدفاع الجوي، خلال مؤتمر صحفي بالمناسبة، أكد أن تأسيس هذه القوة لم يكن بالأمر السهل، بل جاء وسط ظروف شديدة القسوة خلال حرب الاستنزاف.

وقال الطودي: “في الأول من فبراير عام 1968 بدأ تشكيل قوات الدفاع الجوي تحت ضغط هجمات جوية مكثفة من العدو، ومع ذلك استطاعت قوات الجيش من تطوير قدراتها، حتى جاء يوم 30 يونيو 1970.

وتمكنت قوات الدفاع الجوي من إسقاط طائرات الفانتوم وسكاي هوك، في ضربة مدوية أربكت حسابات العدو وتم أسر بعض الطيارين”.

حائط الصواريخ.. المعركة التي بُنيت تحت النيران

أحد المفاهيم الأكثر ارتباطًا بعيد الدفاع الجوي هو “حائط الصواريخ”، وهو ما أوضح الفريق الطودي حقيقته قائلًا: “هو تجميع قتالي متكامل من صواريخ ومدفعية مضادة للطائرات، تم بناؤه في أنساق متتالية لحماية الجبهة غرب قناة السويس، وتوفير غطاء جوي للتشكيلات البرية والمنشآت الحيوية”.

الدفاع الجوي المصري.. عملية البناء تحت قصف الطائرات الإسرائيلية

عملية البناء تمت وسط قصف جوي مستمر من الطيران الإسرائيلي، مما أجبر القيادة المصرية على اتخاذ قرار صعب: إما التقدم المباشر بدون تحصينات مع تحمل الخسائر، أو تنفيذ خطة التقدم على مراحل مدروسة وتحقيق الحماية بالنطاقات الخلفية.

ويوضح الطودي: “اخترنا الخيار الأصعب والأدق، ونجحنا في تنفيذه من أبريل حتى أغسطس 1970، وهو ما أجبر إسرائيل في النهاية على القبول بوقف إطلاق النار عبر مبادرة روجرز”.

الفريق ياسر الطودي قائد قوات الدفاع الجوي المصرية

الدفاع الجوي المصري.. من الانكسار إلى الانتصار

ما تحقق في عام 1970 كان اللبنة الأولى في بناء منظومة دفاع جوي متكاملة، أثبتت فاعليتها بعد ثلاث سنوات فقط خلال حرب أكتوبر 1973، حيث لعبت قوات الدفاع الجوي دورًا محوريًا في تحييد التفوق الجوي الإسرائيلي وفتح الطريق أمام عبور القوات المصرية إلى شرق القناة.

اليوم، وبعد 55 عامًا، تواصل قوات الدفاع الجوي المصرية تحديث قدراتها وتطوير نظمها، لتبقى حائط الصد الأول في حماية السيادة الجوية للدولة، وفصلًا مشرّفًا في سجل البطولات الوطنية.

اقرأ أيضاً.. مقاتلة شبحية جديدة تبدأ الصين إنتاجها ومصر أبرز المرشحين لاقتنائها.. أمريكا وإسرائيل قلقتان من هذا التقارب

زر الذهاب إلى الأعلى