في ذكرى اندلاع الحرب.. خبير لـ”خاص عن مصر”: هذا هو الحل للصراع في السودان

مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، تتصاعد التحذيرات من استمرار النزيف الأمني والإنساني في ظل عجز الجهود الإقليمية والدولية عن احتواء الصراع.
وفي هذا السياق، أكد الخبير السوداني في الشؤون السياسية والأمنية، محمد تورشين، أن قوات الدعم السريع ما تزال تسعى لفرض واقع عسكري وسياسي جديد، على حساب مشروع الدولة السودانية واستقرار مؤسساتها.
تكتيكات الأرض المحروقة تتواصل في السودان
وقال تورشين لـ “خاص عن مصر” إن ما تشهده العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى بعد عامين من اندلاع الحرب، يثبت أن الدعم السريع لا يملك أي رغبة في التوصل لحل سياسي أو التزام بأي مبادرات لوقف إطلاق النار.
وأضاف أن هذه القوات تعتمد على استراتيجية الأرض المحروقة، من خلال استهداف البنية التحتية وتدمير المرافق الحيوية واستخدام المدنيين كدروع بشرية، بهدف فرض أمر واقع بقوة السلاح.
وأشار إلى أن القوات المسلحة السودانية تتعامل مع هذا الوضع بحذر بالغ، وتسعى لتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات، وفي الوقت نفسه الحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة وشرعيتها.
الحرب في السودان هجوم على الدولة وليس الجيش فقط
وأوضح تورشين أن الدعم السريع لا يقاتل الجيش السوداني فحسب، بل يسعى لهدم مشروع الدولة بكامله، مشيراً إلى أن هذه المليشيا تحاول جر البلاد إلى حالة فوضى شاملة لا تسمح بقيام دولة أو مؤسسات مستقرة.
وأكد أن استهداف الخدمات، مثل المستشفيات ومخازن الغذاء، إلى جانب الاعتداءات المتكررة على المناطق السكنية، يكشف عن نية متعمدة لتدمير البيئة المدنية وخلق حالة من الانهيار المجتمعي الكامل.
الدعم الإقليمي لـ الحرب في السودان
وانتقد تورشين بعض الأطراف الإقليمية والدولية التي تتغاضى –حسب وصفه– عن الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن هذا الصمت يمثل شراكة غير مباشرة في الفوضى التي تعصف بالبلاد.
وأضاف أن الدعم السريع يعتمد على دعم خارجي وتحالفات مشبوهة، تمنحه الغطاء للاستمرار في الحرب، مؤكداً أن كل محاولاته لتقويض التسوية السياسية تهدف إلى الحفاظ على نفوذه وسط حالة من الفوضى الأمنية.
الحل في السودان يجب أن يكون سودانياً
وعلى الرغم من الضغوط الميدانية، أشار تورشين إلى أن الجيش لا يزال يحتفظ بمواقع استراتيجية مهمة، ويجري إعادة تموضع تكتيكية تُمكّنه من الحفاظ على ميزان القوة في بعض الجبهات.
وختم بالقول إن مرور عامين على الحرب يستدعي العودة العاجلة إلى مشروع الدولة الوطنية، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب، مؤكداً أن الحل لا يمكن أن يأتي من الخارج، بل يجب أن ينبع من إرادة سودانية خالصة.
اقرأ أيضا
مئات الضحايا وإحراق 64 قرية.. ماذا يحدث في الفاشر بالسودان؟