في ظل وجود حكومتين.. هل يقود ميثاق حلفاء الدعم السريع السودان إلى انفصال جديد؟

وقعت قوى سياسية ومدنية وحركات مسلحة مع قوات الدعم السريع ميثاقاً سياسياً يحمل اسم “ميثاق السودان التأسيسي”، أقيم الاجتماع في مركز “جومو كنياتا” للمؤتمرات في نيروبي، العاصمة الكينية.

وتسعى الوثيقة إلى إنهاء جدل دستوري متطاول عبر إعلان أن يكون السودان دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية قائمة على مبادئ الحرية والمساواة والعدالة، مع منح الشعوب السودانية حق تقرير مصيرها حال لم يُعتمد الدستور المؤقت أو الدائم الذي يضمن علمانية الدولة بصورة واضحة.

النقاط الرئيسية في الوثيقة

تنص الوثيقة على تأسيس جيش وطني جديد وموحد ومهني يعتمد عقيدة عسكرية حديثة لا تتدخل في السياسة أو الاقتصاد، في محاولة لتعكس التنوع والتعدد الذي يتميز به السودان.

كما يؤكد الميثاق ضرورة إنهاء الحرب القائمة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، بالإضافة إلى العمل على الحفاظ على وحدة السودان من خلال معالجة جذور النزاعات التاريخية وبناء دولة عادلة ومستدامة بعيداً عن الانقسامات الثقافية والعرقية والدينية.

حل حزب البشير

يتضمن الميثاق بنداً يقضي بحل حزب النظام المعزول “المؤتمر الوطني” وتفكيك حاضنته التنظيمية والحركة الإسلامية، مع مصادرة أموالها وأصولها لصالح الدولة.

كما يعتمد على نظام اقتصادي اجتماعي يكفل حرية آليات السوق مع تدخل الدولة لحماية وتنمية الفئات المستضعفة، في إطار جهود مكافحة الفساد واسترداد الأموال والممتلكات المتحصل عليها بوسائل غير مشروعة.

حكومة السلام الموازية

تم توقيع الميثاق في إطار جهود تشكيل “حكومة السلام” الانتقالية التي ستعمل موازية للحكومة الموالية للجيش، ويتخذ مقرها المؤقت مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.

شارك في توقيع الوثيقة أكثر من عشرين حزباً وحركة مسلحة وقوى محلية، مما يعكس محاولة لإيجاد إطار سياسي جديد يجمع مختلف مكونات الوطن في مواجهة التحديات الراهنة.

احتمالات انفصال السودان

وفق تقارير ، هناك مخاوف من احتمالية وقوع انفصال في السودان وسط وجود حكومتين متنافستين.

ففي حين يدعو الميثاق إلى وحدة وطنية قائمة على مبادئ علمانية وديمقراطية، فإن استمرار الانقسام السياسي بين الحكومة الانتقالية الموازية والحكومة الموالية للجيش قد يؤدي إلى تجزئة السلطة أو حتى انفصال بعض المناطق، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لمسيرة إعادة بناء الدولة.

رفض مصري

أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي رفض مصر أي دعوات لتشكيل أي أطر موازية للإطار القائم في السودان، في إشارة إلى توقيع فصائل مسلحة متحالفة مع الدعم السريع على ميثاق سياسي في كينيا لتشكيل حكومة موازية في الأراضي التي تسيطر عليها..

كما أكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف في لقاءاته بالقاهرة مع نظيره المصري  أن “الحكومة الموازية لن تحظى باعتراف أحد”، مشيراً إلى استمرار المشاورات مع الدول المجاورة نظراً لخطورة الأوضاع في السودان والمنطقة.

 

اقرأ أيضا

أردوغان والدستور الجديد.. كيف يخطط الرئيس التركي للبقاء في السلطة حتى 2033

زر الذهاب إلى الأعلى