في عصر الجيل السادس.. فرنسا تراهن على مقاتلة “رافال إم” القديمة لحاملة طائراتها المستقبلية

رغم التطور العالمي في مجال المقاتلات البحرية، تخطط فرنسا لاعتماد الجيل الرابع من الطائرات المقاتلة “رافال إم” على متن حاملة الطائرات الجديدة المقرر دخولها الخدمة في أواخر ثلاثينيات القرن الحالي، مما يثير علامات استفهام حول جدوى هذا التوجه في ظل السباق الدولي نحو مقاتلات الجيل السادس.

فرنسا تراهن على مقاتلة “رافال إم” القديمة لحاملة طائراتها المستقبلية

كشفت البحرية الفرنسية مؤخرًا عن تفاصيل مشروع حاملة الطائرات الجديدة التي ستخلف “شارل ديغول”، والتي تبلغ إزاحتها 75 ألف طن ومن المقرر أن تدخل الخدمة بحلول عام 2038.

المفاجأة أن الجناح الجوي للحاملة سيعتمد على مقاتلات “رافال إم“، رغم دخولها الخدمة قبل قرابة عقدين، ودون أي خطط فورية لاعتماد مقاتلات من الجيل الخامس أو السادس.

طائرات رافال - الهند صفقة الرافال
المقاتلة الفرنسية رافال-مارين

الفرق يتسع: الولايات المتحدة والصين تتقدمان بجيلين

في الوقت الذي تعتمد فيه القوات البحرية الأمريكية منذ عام 2018 على مقاتلات الجيل الخامس F-35C، وتتهيأ الصين لنشر مقاتلتها الشبح J-31 قبل عام 2030، يبدو أن فرنسا اختارت البقاء في حقبة الجيل الرابع. ويزداد التباين وضوحًا مع دخول الولايات المتحدة والصين عصر الجيل السادس، إذ يُتوقع أن تجهز حاملات الطائرات المستقبلية لديهما بمقاتلات تتفوق تكنولوجيًا على “رافال” بفارق يصل إلى جيلين.

القوى البحرية المتوسطة تتفوق على فرنسا

حتى بعض الدول التي تملك قدرات بحرية أقل من فرنسا، مثل بريطانيا وإيطاليا، سبقت باريس بخطوة، حيث دمجت مقاتلات F-35B في أساطيلها منذ ما يقرب من عقد. كما تستعد اليابان لاتخاذ نفس المسار. هذا يجعل من اعتماد البحرية الفرنسية الحصري على “رافال إم” قرارًا يبدو تقنيًا قديمًا واستراتيجيًا محفوفًا بالمخاطر.

رافال أمام تحديات الأداء والتقادم

من الناحية الفنية، تعاني “رافال إم” من عدة قيود مقارنة بمقاتلات الجيل الخامس، مثل المدى المحدود، والرادار صغير الحجم، والمحركات الأقل قدرة. كما أظهرت تجارب الاشتباك الجوي أن المقاتلات الثقيلة من الجيل الرابع مثل F-15 وJ-16 تتفوق عليها، فما بالك بمقاتلات الجيل الخامس أو السادس التي تُصمم للسيطرة الجوية الكاملة.

بحلول 2040: الحاملة الفرنسية تواجه واقعًا استراتيجيًا صعبًا

مع اقتراب موعد دخول الحاملة الجديدة الخدمة، ستكون كل من أمريكا والصين قد أتمت تقريبًا عقدًا كاملًا من تشغيل مقاتلات الجيل السادس. النموذج الأولي من هذه الطائرات، مثل F/A-XX الأمريكية ونظيراتها الصينية، بدأ يخضع بالفعل لاختبارات طيران مكثفة منذ 2024، ما يجعل فرنسا تبدو في موقع المتأخر تقنيًا بشكل واضح.

غياب البديل المحلي: مشروع FCAS يتأخر حتى خمسينيات القرن

تعوّل فرنسا على مشروع “النظام الجوي القتالي المستقبلي” (FCAS) المشترك مع ألمانيا وإسبانيا لتطوير مقاتلة جديدة، لكن المشروع يعاني من تأخيرات كبيرة. فبحسب تصريحات رئيس شركة داسو، لن يرى النموذج الأولي النور قبل خمسينيات القرن الحالي، أي بعد 20 عامًا تقريبًا من دخول مقاتلات الجيل السادس الأمريكية والصينية الخدمة.

هل تلجأ البحرية الفرنسية لشراء مقاتلات أمريكية؟

مع افتقار فرنسا إلى مقاتلات حديثة للانطلاق من حاملة الطائرات الجديدة، تبرز تساؤلات حول إمكانية لجوء البحرية إلى خيارات أجنبية. من بين البدائل المطروحة: شراء مقاتلات F-35C أو حتى الجيل السادس F/A-XX مستقبلًا. ويُعد هذا السيناريو غير مستبعد، خاصة وأن البحرية الفرنسية سبق أن اشترت طائرات أمريكية من طراز F-8 خلال الحرب الباردة، وكانت قريبة من تبني F-18 قبل أن تقرر سياسيًا دعم “رافال”.

استثمار إستراتيجي محفوف بالمخاطر

إن المضي قدمًا في مشروع حاملة الطائرات الجديدة دون تطوير جناح جوي حديث يوازي التقدم العالمي قد يجعل من الاستثمار في السفينة مشروعًا ناقص الفعالية. وعلى ضوء التحولات الجذرية في موازين القوى الجوية البحرية، فإن إصرار فرنسا على المضي قدمًا بمقاتلة “رافال إم” وحدها قد يكون ثغرة استراتيجية في معادلة الردع والتفوق البحري الفرنسي.

اقرأ أيضاً.. كوريا الشمالية تُحدث مروحياتها لمواجهة المسيرات.. تكتيك جديد في ساحة حروب المستقبل

زر الذهاب إلى الأعلى