في مواجهة نقص الأدوية.. السعودية تراهن على بدائل بنفس الفعالية وتكلفة أقل

في ظل تزايد التحديات التي تواجه المرضى بسبب نقص بعض الأدوية في الصيدليات، شدد مجلس الضمان الصحي في المملكة العربية السعودية على أهمية اللجوء إلى الأدوية الجنيسة أو المماثلة كحل فعّال وآمن، يضمن استمرارية العلاج ويخفف الأعباء المالية على المرضى والقطاع الصحي.

وأوضح المجلس عبر حسابه الرسمي أن هذه الأدوية تحتوي على نفس المادة الفعالة والتركيز، وتتمتع بجودة امتصاص مماثلة لتلك الموجودة في الأدوية المبتكرة، ما يجعلها خيارًا موثوقًا لدى الجهات الصحية والرقابية، وبديلًا مناسبًا للمرضى في ظل غياب بعض الأصناف الدوائية الأصلية؛ بحسب صحيفة “سبق” السعودية

معايير رقابية صارمة وتكافؤ حيوي مثبت

وأكد المجلس أن الأدوية الجنيسة تُصنّع بعد انتهاء فترة براءة الاختراع التي تحصل عليها شركات الأدوية المطورة للأدوية الأصلية.

وتخضع هذه الأدوية لمعايير رقابية صارمة تضمن تطابقها في الجودة والتأثير والاستخدام مع الدواء المبتكر.

ورغم اختلاف بعض الأدوية الجنيسة عن نظيراتها الأصلية من حيث الشكل أو اللون أو حتى النكهة، إلا أنها تحقق نفس التأثير العلاجي، وتستوفي كافة متطلبات السلامة والفعالية، بحسب ما تؤكده الجهات الصحية.

وتعد سياسة اعتماد الأدوية الجنيسة خطوة استراتيجية مهمة ضمن التوجه الوطني لدعم استدامة الرعاية الصحية، وتعزيز الوصول إلى العلاج بأسعار أقل وجودة مضمونة.

الهيئة العامة للغذاء والدواء: نفس المادة الفعالة.. نفس الأمان

ومن جانبها، أوضحت الهيئة العامة للغذاء والدواء أن الفرق بين الدواء المبتكر والمماثل لا يتعدى الشكل أو الاسم التجاري أو السعر، مؤكدة أن كليهما يحتوي على نفس المادة الفعالة ويحققان التأثير العلاجي ذاته.

وأشارت الهيئة إلى أن الدواء المبتكر يتم تطويره عبر مراحل طويلة من البحث والتجارب السريرية، وتحصل الشركة المنتجة على براءة اختراع لفترة زمنية محددة.

وبعد انتهاء هذه الفترة، يُسمح بإنتاج دواء مماثل يحمل المادة الفعالة نفسها، ولكن تحت اسم تجاري مختلف.

وأضافت أن الأدوية المماثلة تمر بمرحلة التكافؤ الحيوي التي تثبت تطابقها مع الدواء الأصلي من حيث الامتصاص والتأثير في الجسم.

كما شددت على أن جميع الأدوية المتوفرة في السوق السعودي، سواء مبتكرة أو مماثلة، تخضع لمراجعات علمية صارمة تضمن سلامتها وجودتها.

حملة توعوية لتعزيز الثقة لدى المرضى

في إطار جهودها لتعزيز الوعي الصحي لدى المواطنين، أطلقت الهيئة منشورًا توعويًا جديدًا يوضح الفرق بين الدواء المبتكر والدواء المماثل من خلال معلومات العبوة.

وأكدت أن الاسم العلمي والتركيز هما ما يربط بين النوعين، بينما قد تختلف الأسماء التجارية.

ودعت الهيئة المرضى ومقدمي الرعاية الصحية إلى التحقق من بيانات عبوة الدواء قبل الاستخدام، والتواصل مع الصيدلي أو الطبيب في حال وجود أي لبس أو استفسار، ما يسهم في استخدام آمن وفعّال للأدوية ويمنع تكرار الجرعة أو التعرض لتداخلات دوائية خطيرة.

رسالة صحية وطنية: الجودة لا ترتبط بالسعر

فرسالة الجهات الصحية جاءت واضحة بأن الدواء الجنيس ليس أقل كفاءة من المبتكر، وإنما هو بديل علمي وموثوق يساعد في توفير خيارات علاجية متنوّعة تتناسب مع القدرة الشرائية للمستهلك وتفضيلاته، دون الإخلال بجودة العلاج أو سلامته.

وبينما تستمر المملكة في تطوير سياستها الدوائية الوطنية وتوسيع دائرة الاعتماد على الأدوية المماثلة، فإن التوعية المجتمعية تظل الركيزة الأساسية لتعزيز ثقة المرضى بهذا التحول، وضمان تقبلهم له كجزء من منظومة صحية أكثر استدامة وعدالة.

زر الذهاب إلى الأعلى