في وجه استيطان وجرائم إسرائيل.. هل يفتح ماكرون باب الدولة الفلسطينية؟

في ظل استمرار عدوان إسرائيل على قطاع غزة، تتجه الأنظار إلى التحرك الدبلوماسي الأوروبي بقيادة الرئيس الفرنسي ماكرون الذى يلوح بإمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية بشروط مشددة.
وكان الرئيس الفرنسي قد هاجم خلال الأيام الماضية سياسات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني في غزة والضفة معتبرا أن الصمت عليها يهدد مصداقية الغرب.
إسرائيل ترد على ماكرون بـ “الدولة اليهودية”
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، أن حكومته تخطط لبناء ما وصفها بـ”الدولة اليهودية الإسرائيلية” في الضفة الغربية، ردًا على محاولات المنظمات الفلسطينية والدولية الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وجاء في بيان مكتبه:”هم يعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني الدولة اليهودية الإسرائيلية هنا على الأرض”.
وجاء هذا التصريح في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية عن إقامة 22 مستوطنة جديدة، ما اعتبره محللون خطوة استفزازية جديدة تزيد من تعقيد حل الدولتين وتُعمّق الانقسام بين الطرفين.
شروط ماكرون للقبول بالدولة الفلسطينية
في المقابل، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي في سنغافورة أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو مطلب سياسي يستوجب تحقيق شروط عدة.
وشدد على أن الاعتراف لن يتم إلا بعد إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، ونزع سلاح حركة حماس بالكامل، إلى جانب منعها من المشاركة في الحكم الفلسطيني المستقبلي.
ماكرون يهدد بفرض عقوبات على إسرائيل
كما أشار إلى أهمية أن تعترف الدولة الفلسطينية بحق إسرائيل في العيش بأمان، وأن يتم بناء نظام أمني مستقر يشمل المنطقة بأسرها، لضمان أمن الطرفين وفتح المجال أمام حل سلمي مستدام.
وأضاف ماكرون أن الاتحاد الأوروبي سيُراجع اتفاق الشراكة مع إسرائيل، و”إذا لم يكن هناك استجابة مناسبة للوضع الإنساني في غزة خلال الساعات والأيام المقبلة، فمن الواضح أن موقفنا الجماعي سيتشدد”، مُشيرًا إلى إمكانية فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين.
مؤتمر نيويورك في يونيو… هل يكون نقطة التحول؟
في إطار الجهود الدولية لإنهاء الصراع، تستعد فرنسا والسعودية لعقد مؤتمر دولي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك من 17 إلى 30 يونيو، لمناقشة سبل تحقيق حل الدولتين.
ويعتبر هذا المؤتمر فرصة لتثبيت الشروط التي وضعها ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية، وسط ترقب واسع من المجتمع الدولي، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية الإسرائيلية والتوترات الإقليمية المتصاعدة.
ماكرون يحذر من فقدان مصداقية الغرب أمام جرائم إسرائيل
وفي كلمته أمام منتدى “حوار شانغريلا” الأمني في سنغافورة، حذر ماكرون من أن الغرب قد يفقد مصداقيته أمام العالم إذا تخلى عن غزة وسمح لإسرائيل بالتصرف دون ضوابط،
وأكد رفضه لـ”المعايير المزدوجة” في القضايا الدولية، ومشدداً على ضرورة بناء تحالفات جديدة تقوم على سيادة القانون ورفض هيمنة القوة.
الأزمة باريس وتل أبيب… أين تتجه ؟
تصاعدت حدة التوتر بين الموقف الإسرائيلي الذي يسعى لتثبيت وجود الدولة اليهودية على الأرض، والموقف الأوروبي الذي يضغط باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشروط، في مؤشر إلى تصدع المواقف الغربية تجاه إسرائيل، التي تواجه انتقادات متزايدة بسبب سياساتها الاستيطانية وتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة.
ومع اقتراب مؤتمر نيويورك، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستتمكن المبادرات الدبلوماسية بقيادة فرنسا من فتح باب الدولة الفلسطينية في وجه الاستيطان والنار، أم أن التصعيد الإسرائيلي سيقود إلى مزيد من التدهور؟
اقرأ أيضا
واشنطن تجمّد التنسيق مع إسرائيل حول إيران.. سر انقلاب ترامب على نتنياهو