قائد من قلب الأزمة.. من هو عبد الرحيم موسوي رئيس أركان جيش إيران الجديد؟

وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل واغتيال أبرز قيادات الصف الأول في المؤسسة العسكرية الإيرانية، عَيّن المرشد الأعلى علي خامنئي، اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسًا لهيئة الأركان العامة، خلفًا للواء محمد باقري الذي قُتل في الهجوم الجوي الإسرائيلي فجر الجمعة.
القرار يأتي في وقت تعيش فيه إيران واحدة من أعنف الضربات التي تطال هرمها العسكري والعلمي، إذ شملت الغارات الإسرائيلية التي وُصفت بـ”النوعية” قيادات كبرى في الحرس الثوري وعلماء نوويين بارزين.
من هو عبد الرحيم موسوي؟
وفق وسائل إعلام إيرانية فإن اللواء عبد الرحيم موسوي، من مواليد مدينة قم عام 1960، يُعد من أبرز القادة العسكريين في الجمهورية الإسلامية، وينتمي إلى التيار التقليدي داخل المؤسسة العسكرية النظامية “الجيش الإيراني” (أرتش).
التحق موسوي بالجيش في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وشارك في الحرب الإيرانية العراقية، حيث تولى أدوارًا ميدانية قيادية.
ترقّى في المناصب ليشغل لاحقًا منصب نائب قائد الجيش الإيراني، ثم نائب رئيس هيئة الأركان العامة، قبل أن يُعيّن عام 2017 قائدًا عامًا للجيش الإيراني بقرار من خامنئي.
ويُعرف موسوي بولائه المطلق للمؤسسة الدينية، ومواقفه المتشددة في الدفاع عن “الثوابت الثورية”، كما يتمتع بخبرة تقنية وعسكرية واسعة، خاصة في مجال الدفاع الجوي والتكتيك الأرضي.
ضربة موجعة لإيران
وجاء قرار التعيين بعد ساعات من مقتل اللواء محمد باقري، الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة الأركان منذ عام 2016. وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإن الغارات التي شنتها إسرائيل فجر اليوم، والتي حملت اسم “عملية الأسد الصاعد”، استهدفت قادة الصف الأول في القيادة العسكرية الإيرانية، إلى جانب منشآت نووية مثل “نطنز”.
وشملت قائمة القتلى، إلى جانب باقري، قائد الحرس الثوري حسين سلامي، والعلماء النوويين محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي دواني، ما شكل ضربة ثلاثية للأركان والنووي والحرس.
وفي محاولة لاحتواء الفراغ القيادي، أعلنت إيران أيضًا تعيين اللواء أحمد وحيدي قائدًا عامًا للحرس الثوري، وتكليف الأميرال حبيب الله سياري بإدارة هيئة الأركان بصورة مؤقتة، قبل تثبيت موسوي في المنصب بمرسوم من المرشد.
لماذا عبد الرحيم موسوي؟
اختيار موسوي لهذا المنصب الحساس يحمل دلالات سياسية وعسكرية في آنٍ معًا. فعلى الرغم من كونه من قيادات الجيش النظامي (وليس الحرس الثوري)، فإن اختياره يؤشر إلى رغبة المرشد في إعادة التوازن داخل المؤسسة العسكرية، وإسناد القيادة إلى شخصية ذات خلفية مؤسساتية وانضباطية، قادرة على إعادة التنظيم وسط الفوضى التي خلفتها الضربة الإسرائيلية.
ويُعتبر موسوي شخصية أقل جدلية دوليًا مقارنة بقيادات الحرس، رغم إدراجه لاحقًا على قوائم العقوبات الغربية بسبب تصريحاته المتشددة خلال الاحتجاجات الداخلية في البلاد، لاسيما في أعوام 2019 و2022.
قدرات عبد الرحيم موسوي الميدانية
بحسب تقارير يملك موسوي سجلاً طويلاً في إدارة المناورات العسكرية الكبرى. وقد أشرف مؤخرًا على تدريبات “اقتدار 1402” التي شهدت استخدام أسلحة متطورة وفرق إنزال جوي ومروحيات هجومية، حيث أظهر قدرته على تنسيق الجبهات المختلفة في مسرح العمليات.
وقد قلّده خامنئي وسام الفتح من الدرجة الأولى في مارس 2024، وهو أعلى وسام عسكري يُمنح لضباط الصف الأول، تكريمًا لدوره في “رفع جاهزية الجيش وتأمين الردع الاستراتيجي”.
تحديات صعبة
تعيين موسوي يأتي بينما تتصاعد الأصوات داخل إيران مطالبة بالرد المباشر على الهجوم الإسرائيلي، لا سيما بعد سقوط هذا العدد غير المسبوق من القادة والعلماء.
وفي الوقت نفسه، تواجه طهران تحديًا في الحفاظ على تماسك جهازها العسكري وسط الصدمة.
مصادر عسكرية إيرانية تحدثت عن حالة “تأهب قصوى” في الجبهات الحدودية، خصوصًا في الخليج العربي والعراق وسوريا ولبنان، تحسّبًا لأي رد إيراني قد يشعل المنطقة بأكملها.
ويري محللون أن تعيين اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسًا لهيئة الأركان العامة يعكس محاولة سريعة لترميم القيادة العسكرية الإيرانية بعد ضربة موجعة استهدفت قلب المنظومة الأمنية والعلمية.
موسوي، بقامته المهنية وتاريخه الطويل، يواجه اليوم التحدي الأكبر في مسيرته: قيادة إيران في واحدة من أكثر لحظاتها العسكرية خطورة منذ عقود.
اقرأ أيضًا: أحمد وحيدي.. إيران تختار مطلوبًا لـ”الإنتربول” قائدًا جديدًا للحرس الثوري| ما القصة؟