قادرة على تهديد الصين وروسيا.. أمريكا تطور قاذفات B-1 لحمل الأسلحة الفرط صوتية

أعلنت شركة بوينج، عن حصولها على عقد رئيسي من القوات الجوية الأمريكية لتزويد أسطول قاذفات B-1B Lancer بنظام الحوامل النمطية القابلة للتكيف (LAM)، في خطوة تهدف إلى تعزيز مرونة هذه القاذفات وزيادة قدرتها على حمل الذخائر الثقيلة والمتقدمة.

قاذفات B-1.. بوينج تُحدث ثورة في قدرات قاذفات B-1 الأمريكية

وبموجب الاتفاق، سيتم تزويد كل طائرة B-1 بست حوامل LAM، حيث يمكن لكل حامل منها حمل قنبلتين من فئة 2000 رطل (حوالي 907 كجم)، أو قنبلة واحدة يتجاوز وزنها 5000 رطل (أكثر من 2268 كجم).

وتُعد هذه التصميمات النمطية نقلة نوعية في تسليح الطائرات، إذ تسمح بإعادة تهيئة الحمولة بسرعة لتتناسب مع متطلبات المهام المختلفة، مما يُعزز قدرة الطائرة على الاستجابة السريعة في ميادين القتال المتغيرة.

قاذفات B-1.. نظام جديد يضيف قدرة تدميرية ومرونة استراتيجية

وأوضحت بوينغ أن نظام LAM الجديد لا يُضيف فقط إلى القدرة التدميرية للقاذفة، بل يمنحها مرونة استراتيجية كبيرة، خصوصاً في ظل التهديدات المتطورة وساحات المعارك التي تتطلب سرعة التحرك ودقة في إصابة الأهداف.

كما تم تصميم هذا النظام ليواكب طبيعة الذخائر المستقبلية، بما في ذلك الأسلحة الفرط صوتية والذخائر ذات الكتلة العالية.

قاذفة B-1: قوة ضاربة متعددة المهام

تُعد قاذفة B-1B Lancer، التي طورتها شركة “روكويل” وتقوم بوينغ حالياً بصيانتها وتحديثها، من الركائز الأساسية في سلاح الجو الأمريكي.

دخلت الخدمة في منتصف الثمانينيات، وتتميز بسرعة تفوق الصوت، وقدرة على اختراق الدفاعات الجوية المتقدمة، بالإضافة إلى حمل أكبر حمولة تقليدية من الذخائر مقارنة بأي طائرة أمريكية أخرى.

قاذفة أمريكا B-1

قاذفة متعددة المهام

وإلى جانب مهامها في القصف الاستراتيجي والهجمات بعيدة المدى، أثبتت B-1 فعاليتها في دعم العمليات الجوية القريبة، وضرب الأهداف البحرية، وقيادة العمليات في مسارح القتال، مما يؤكد على مرونتها التكتيكية وتعدد مهامها.

اختبارات صارمة قبل اعتماد النظام

سبق توقيع العقد خضوع النظام الجديد لسلسلة اختبارات دقيقة على الأرض وفي الجو، أجرتها وحدة الاختبارات 412 التابعة لسلاح الجو الأمريكي في قاعدة “إدواردز” الجوية بكاليفورنيا.

وأظهرت النتائج أن نظام LAM قادر على حمل الذخائر التجريبية بأمان وكفاءة. ومن المقرر استمرار التجارب لضمان توافق الحوامل الجديدة مع مختلف سيناريوهات التشغيل عبر الأسطول بأكمله.

نقلة استراتيجية نحو المستقبل

يمثل إدماج نظام LAM في قاذفات B-1 خطوة استراتيجية نحو تحويل هذه القاذفات إلى منصات إطلاق متطورة للأسلحة المستقبلية، وعلى رأسها الأسلحة الفرط صوتية التي تشكل الجيل القادم من الذخائر الأمريكية.

ويُتوقع أن تُطيل هذه التحديثات من عمر B-1 التشغيلي، وتُعزز من دورها المحوري في قدرات الضربات الدقيقة بعيدة المدى للولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً.. ألمانيا تتهم الصين باستهداف طائرة عسكرية بسلاح ليزر فوق البحر الأحمر.. وبكين ترد

مدى القاذفة B-1B Lancer وقدرات التحميل الهائلة

تتميز القاذفة الاستراتيجية B-1B Lancer بمدى عملياتي يُقدّر بحوالي 12,000 كيلومتر دون التزود بالوقود، مما يمنحها القدرة على تنفيذ ضربات طويلة المدى تصل إلى عمق أراضي الخصوم حول العالم.

ومع إمكانية التزود بالوقود جواً، يمكن توسيع هذا المدى بشكل غير محدود تقريباً، ما يجعلها أداة حيوية في مهام الردع والضربات الاستباقية.

أما من حيث الحمولة القتالية، فتُعد B-1B القاذفة الأمريكية ذات أكبر حمولة تقليدية بين جميع الطائرات الحربية في الترسانة الأمريكية، إذ تستطيع حمل ما يصل إلى حوالي 34 طناً من الذخائر (75,000 رطل).

ويشمل ذلك مجموعة واسعة من القنابل الموجهة وغير الموجهة، والصواريخ الذكية، والذخائر الفرط صوتية في المستقبل القريب، بفضل التحديثات الجديدة مثل نظام LAM.

هذا المزيج الفريد من المدى الطويل والحمولة الكبيرة يجعل من B-1B منصة ضاربة متعددة الاستخدامات ومناسبة لمهام استراتيجية وتكتيكية على حد سواء.

هل التحديث موجّه إلى روسيا أو الصين؟

في ظل التنافس العسكري المتصاعد بين الولايات المتحدة وكل من روسيا والصين، يُنظر إلى هذا التحديث كجزء من استراتيجية الردع الشاملة التي تعتمدها واشنطن لمواجهة التهديدات المحتملة من القوى الكبرى المنافسة.

فمع تسارع برامج التسلح في موسكو وبكين، لا سيما في مجالات الدفاعات الجوية المتقدمة وتطوير صواريخ فرط صوتية، تسعى القوات الجوية الأمريكية للحفاظ على تفوقها من خلال تعزيز قدرات منصاتها الجوية التقليدية مثل B-1.

ويرى خبراء عسكريون أن دمج نظام LAM في قاذفات B-1 يهدف بشكل غير مباشر إلى ضمان جاهزية هذه القاذفات لتنفيذ ضربات دقيقة وسريعة في بيئات قتالية معقدة قد تشمل اختراق أنظمة دفاعية مثل “S-400” الروسية أو “HQ-9” الصينية.

كما أن قابلية الطائرة لحمل ذخائر ثقيلة ومتطورة، منها الأسلحة الفرط صوتية، يرسل رسالة ردع واضحة إلى الخصوم مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بأدوات التفوق الاستراتيجي في أي سيناريو مواجهة محتملة.

اقرأ أيضاً.. أفضل مقاتلة تمتلكها دولة عربية.. الرافال المصرية أمام F-16 المغربية وتايفون السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى