قبل أيام من انعقادها.. هل يقاطع قادة الخليج القمة العربية في بغداد؟

قبل أيام قليلة من موعد القمة العربية المقررة في 17 مايو 2025 في العاصمة العراقية بغداد، يخيّم توتر سياسي كبير على الأجواء، وسط تزايد احتمالات مقاطعة أو خفض مستوى الحضور الخليجي، نتيجة تصاعد الخلاف بين العراق والكويت على خلفية أزمة خور عبدالله، والتي أخذت أبعادًا إقليمية متسارعة.
أزمة خور عبدالله تشعل فتيل التوتر قبل القمة العربية
بدأت الأزمة بعد أن أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد، قرارًا بإلغاء اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبدالله، وهي الاتفاقية التي وُقعت سابقًا بين العراق والكويت استنادًا إلى قرارات أممية.
وقد أثار هذا القرار استياءً واسعًا في الكويت، واعتُبر تهديدًا مباشرًا للسيادة واتفاقيات دولية ملزمة.
ردود الفعل الكويتية لم تكن الوحيدة، بل صدر عن مجلس التعاون الخليجي بيان يؤكد تضامنه الكامل مع الكويت، ودعا إلى احترام الاتفاقيات الدولية وعدم المساس بالحقوق السيادية للدول الأعضاء، في إشارة مباشرة إلى القرار القضائي العراقي.
دعوات عراقية لمنع مشاركة الكويت في القمة العربية
في الداخل العراقي، زادت حدة التوتر بعد أن برزت دعوات برلمانية تطالب بمنع الكويت من حضور القمة، ما لم تتم إعادة التفاوض حول الاتفاقية.
هذه التصريحات، التي أطلقتها أصوات داخل مجلس النواب العراقي، أثارت حفيظة عدد من العواصم الخليجية ودفعت إلى الحديث عن إمكانية المقاطعة أو تقليص التمثيل الدبلوماسي في القمة المرتقبة.
وصرّح النائب مختار الموسوي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، بأن “إثارة ملف خور عبدالله سبّبت أزمة حقيقية قد تؤدي إلى غياب دول مثل الكويت، السعودية، الإمارات وربما قطر عن القمة، وإذا قاطعت قطر، فستقاطع سوريا كذلك”.
خيارات خليجية على الطاولة
وفق تقارير، تفكر بعض الدول الخليجية بجدية في خفض تمثيلها إلى مستوى السفراء أو الوزراء، بدلاً من مشاركة القادة، كخطوة احتجاجية على ما تعتبره تصعيدًا عراقيًا غير مبرر.
هذه الخطوة، إن تحققت، ستكون ضربة قوية لجهود العراق في استعادة دوره العربي، وستُفقد القمة زخمها السياسي والإعلامي.
وساطات إقليمية قبل القمة العربية
في ظل التصعيد المتسارع، تسعى أطراف إقليمية ودولية إلى تطويق الأزمة قبل موعد القمة، عبر وساطات دبلوماسية مكثفة. إلا أن عامل الوقت يمثل تحديًا كبيرًا، في ظل استمرار المواقف المتشددة، وتأجيل المحكمة العراقية النظر في الدعوى المتعلقة بالاتفاقية إلى إشعار آخر.
هل تنجح بغداد في احتواء الأزمة؟
وسط هذه الأجواء، تبقى مشاركة القادة الخليجيين في قمة بغداد معلّقة على خيط رفيع، وربما تحدد الساعات المقبلة مسار القمة، بين نجاح سياسي يسعى العراق لتحقيقه، أو فشل دبلوماسي يرسخ الانقسام العربي في لحظة حرجة من تاريخ المنطقة.
اقرا أيضا
قبل أيام من انعقادها.. استضافة القمة العربية يشعل الجدل في العراق| ما القصة؟