قبل تنصيبه.. ترامب يقلب الطاولة دوليًا: تهديدات وتحركات جريئة تشعل الجدل
قبل أكثر من شهر ونصف على توليه منصب الرئاسة رسميًا للمرة الثانية، بدأ دونالد ترامب بالتحرك بقوة على الساحة الدولية والمحلية، متجاوزًا الأعراف التقليدية لفترة الانتقال الرئاسي.
ففي الوقت الذي لا يزال فيه الرئيس جو بايدن يشغل منصب الرئاسة، يتخذ ترامب خطوات جريئة لتحديد أولوياته السياسية وتطبيقها، مما يثير جدلاً واسعًا حول طبيعة هذا النهج.
تهديدات وتصعيد
هدد دونالد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، مما دفع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى زيارة منتجعه في مارالاغو لعقد محادثات طارئة.
ووفقًا لترامب، تعهدت كندا والمكسيك باتخاذ إجراءات جديدة لتعزيز أمن الحدود.
وعلي الشأن الدولي، أصدر ترامب تهديدًا قويًا بشأن أزمة غزة، مؤكدًا أن حركة حماس ستواجه “عواقب وخيمة” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل يوم تنصيبه في 20 يناير 2025.
دبلوماسية نشطة
عاد ترامب إلى الساحة الدولية، حيث شارك في احتفال إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات من الحريق الذي دمرها، حيث التقى ترامب بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وانضم إلى المحادثات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما كان من المقرر أن يلتقي بالأمير ويليام.
في الوقت نفسه، التقى أعضاء فريقه بمسؤولين أجانب لبحث قضايا متعددة. على سبيل المثال، أجرى مستشار الأمن القومي القادم، مايك والتز، محادثات مع أندريه يرماك، أحد كبار مساعدي زيلينسكي، لبحث الدعم الأمريكي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.
تحدي البروتوكولات التقليدية
التحركات الاستباقية لترامب أثارت انتقادات واسعة، حيث وصفها محللون بأنها غير مسبوقة وخروج عن الأعراف الرئاسية. أوضح المؤرخ السياسي جوليان زيليزر أن “الانتقالات الرئاسية معقدة دائمًا، ولكن ما يفعله ترامب يمثل تجاوزًا واضحًا للأعراف”.
ورغم عدم وجود قيود قانونية تمنع الإدارة القادمة من الاجتماع مع مسؤولين أجانب، إلا أن مثل هذه التحركات قد تخلق تعقيدات للإدارة الحالية، لا سيما عندما تتباين السياسات بين الإدارتين.
اقرأ أيضًا.. مصر تنجح في تخطي عام ذروة سداد الديون الخارجية بجدارة
تداعيات مزدوجة
بينما يحاول الرئيس الأمريكي الجديد رسم معالم سياساته القادمة، يبقى التنسيق مع إدارة بايدن محدودًا. ومع ذلك، تعاون الطرفان في جهود تحرير الرهائن في غزة، حيث أجرى مستشارو ترامب وبايدن محادثات مشتركة حول هذه القضية الحساسة.
بداية صاخبة
بدأ ترامب وفريقه بالتفاخر بتحقيق إنجازات حتى قبل تنصيبه، حيث أصدرت حملته بيانًا يزعم تحقيق تقدم كبير في ملفات مثل ضبط الحدود ومكافحة المخدرات ومع ذلك، فإن بعض القادة، مثل الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم، نفوا مزاعم ترامب بشأن التزامات معينة.
وتظل تحركات الرئيس الأمريكي القادم محط أنظار العالم، حيث يترقب الجميع كيف ستتطور هذه الجهود غير التقليدية، وما إذا كانت ستؤدي إلى نجاحات حقيقية أم مجرد تصريحات صاخبة.