قبل 6 سنوات من الموعد المحدد.. انخفاض معدل البطالة في السعودية إلى 7%

شهدت المملكة العربية السعودية انخفاضًا ملحوظًا في معدل البطالة بين المواطنين السعوديين بنهاية الربع الرابع من العام الماضي، حيث تراجع المعدل بنسبة 0.8 نقطة مئوية ليصل إلى 7%، وهو أدنى مستوى مسجل منذ بدء جمع بيانات الهيئة العامة للإحصاء في عام 1999.
يأتي هذا الإنجاز كدليل واضح على التقدم الذي تحققه السعودية في تحقيق أهداف رؤية 2030، حيث كان معدل البطالة قبل إطلاق الرؤية في عام 2016 يبلغ 12.3%.
اقرأ أيضًا: توزيعات أرباح شركة أرامكو للرابع الرابع من 2024.. 0.33 ريال للسهم
تحقيق مستهدفات رؤية 2030 قبل الموعد
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإن معدل البطالة البالغ 7% في الربع الأخير من العام الماضي يمثل تحقيقًا مبكرًا لأحد أبرز أهداف رؤية 2030، التي كانت تطمح للوصول إلى هذا الرقم بحلول عام 2030، أي قبل ست سنوات من الموعد المحدد.
ويعزى هذا النجاح إلى النمو المتسارع الذي يشهده الاقتصاد غير النفطي، والذي أسهم بشكل كبير في تعزيز فرص العمل داخل القطاع الخاص، مما يعكس التوجه الاستراتيجي للسعودية نحو تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
دور القطاع غير النفطي في تراجع البطالة في السعودية
ويعد القطاع غير النفطي الركيزة الأساسية في برنامج الإصلاح الاقتصادي السعودي، حيث ينظر إليه كمحرك رئيسي للاقتصاد الوطني وأداة فعالة لتحقيق التنوع الاقتصادي.
وقد لعب القطاع الخاص دورًا محوريًا في هذا السياق، حيث استفاد من السياسات الحكومية الداعمة لتوفير فرص عمل جديدة تستهدف المواطنين السعوديين.
ويبرز هذا التحول كجزء من رؤية طموحة تهدف إلى تقليص الاعتماد على الإيرادات النفطية وتعزيز الاستدامة الاقتصادية.

انخفاض ملحوظ في بطالة النساء والرجال في السعودية
ويعود الانخفاض في معدل البطالة الإجمالي إلى تراجع ملحوظ في معدلات البطالة لدى الجنسين.
وقد شهدت السعوديات انخفاضًا فصليًا بمقدار 1.7 نقطة مئوية، ليصل معدل البطالة بينهن إلى 11.9%، وهو أدنى مستوى تاريخي مسجل.
أما بالنسبة للذكور، فقد انخفض المعدل بنسبة 0.3 نقطة مئوية ليصل إلى 4.3%.
وتظهر هذه الأرقام تحسنًا واضحًا في سوق العمل، مع تركيز خاص على دمج المرأة في القوى العاملة.
تمكين المرأة ودعم حكومي كبير
وتمكين المرأة في سوق العمل كان أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في تسريع وتيرة خفض معدلات البطالة.
وقد دعمت السياسات الحكومية هذا التوجه من خلال برامج تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة في مختلف القطاعات.
وإلى جانب ذلك، لعب الإنفاق الحكومي الضخم دورًا حاسمًا، سواء من خلال الميزانية العامة أو عبر صندوق الاستثمارات العامة، الذي التزم بضخ استثمارات رأسمالية سنوية تصل إلى حوالي 150 مليار ريال.
اقرأ أيضًا: موعد صلاة عيد الفطر 1446 في السعودية.. جميع المدن
كما أسهمت برامج التوطين المستمرة في زيادة عدد الوظائف المتاحة للمواطنين السعوديين، مما عزز من استقرار سوق العمل.
ويشير هذا الانخفاض التاريخي في معدل البطالة إلى أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة لعام 2030.
ومع استمرار التركيز على تطوير القطاع غير النفطي ودعم القطاع الخاص، تتوقع الأوساط الاقتصادية أن تظل السعودية في صدارة الدول التي تحقق نموًا اقتصاديًا مستدامًا، مع توفير المزيد من الفرص لأبنائها وبناتها في سوق العمل.
ويبقى هذا الإنجاز شاهدًا على نجاح الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تقودها السعودية في السنوات الأخيرة.