قرار إعطاء الحقن في الصيدليات.. تسهيل للخدمة أم مقامرة بحياة المرضى؟

في إطار الجدل الدائر حول مخاطر إعطاء الحقن داخل الصيدليات، صرّح الدكتور ربيع الدندراوي، عضو مجلس النقابة العامة للصيادلة، بأن التحدي الأكبر يرتبط بمادة “سيفترياكسون”، المضاد الحيوي واسع الاستخدام، الذي يُعد مسؤولًا عن معظم الحالات الحرجة المسجلة.

قرار جديد لتنظيم الحقن بالصيدليات

وأصدر وزير الصحة قرارًا جديدًا ينظم عملية إعطاء الحقن داخل الصيدليات، بهدف توفير هذه الخدمة بشكل آمن بعد إن كانت محظورة، حيث يأتي القرار استجابة لتوصيات بتأهيل الصيادلة لأداء هذا الدور الحيوي.

بحسب القرار، لا يجوز إعطاء أي حقنة داخل الصيدليات إلا بوصفة طبية واضحة تتضمن تعليمات محددة من الطبيب المعالج.

أوضح الدكتور الدندراوي أن القيود السابقة على إعطائها بالصيدليات أدت إلى تكدس كبير في المستشفيات، حيث زاد الضغط على المرافق الصحية بشكل لافت، وجاء هذا القرار لتخفيف العبء على المستشفيات ولتوفير خدمة أكثر سهولة للمرضى، خاصة في المناطق التي تعاني نقص الخدمات الطبية.

مادة “سيفترياكسون”: محور الجدل

أشار الدندراوي إلى أن معظم المشكلات الصحية المرتبطة بالحقن تعود إلى مادة “سيفترياكسون”، التي تُصنعها حوالي 15 شركة دوائية ولا تتوفر إلا في صورة حقن.

وأضاف أن نحو 90% من الحالات التي تعرضت لمضاعفات خطيرة تعود إلى استخدام هذه المادة، حيث إن اختبار الحساسية قبل إعطائها ليس دقيقًا دائمًا، ما يزيد من مخاطرها، مؤكدًا أن هذه المادة يجب أن تُستخدم تحت إشراف طبي مباشر في المستشفيات فقط، لضمان سلامة المرضى.

أوضح الدندراوي أن القانون الحالي يمنع إعطاء الحقن داخل الصيدليات عمومًا، لكنه أشار إلى أهمية تعديل هذا المنع جزئيًا مع وضع ضوابط صارمة، وذلك لتحقيق التوازن بين تقديم الخدمة الصحية وتخفيف الضغط على المستشفيات.

وأضاف أن المستشفيات تعاني من نقص القدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى المحتاجين للحقن، ما يجعل الصيدليات شريكًا مهمًا في توفير الرعاية الصحية، شريطة أن تكون مجهزة وآمنة.

دعا الدندراوي إلى تشديد الرقابة على استخدام مادة “سيفترياكسون”، لضمان عدم استخدامها في ظروف غير آمنة، وطالب بالسماح باستخدام الحقن التي لا تمثل مخاطر كبيرة، لتوسيع الخيارات العلاجية أمام المرضى.

ويسعى القرار الوزاري الجديد إلى إيجاد توازن بين تقديم خدمة الحقن في الصيدليات بطريقة منظمة وآمنة، وتخفيف الضغط على المستشفيات.

اقرأ أيضًا:

متحدث الصحة يكشف لـ”خاص عن مصر” تفاصيل الإجراءات الجديدة لصرف لبن الأطفال المدعم

زر الذهاب إلى الأعلى