قرصنة في قلب البحر.. إسرائيل تهاجم سفينة “حنظلة” وتخطف نشطاء الإنسانية

اقتحمت قوات البحرية الإسرائيلية اليوم الأحد سفينة “حنظلة” الإنسانية، بينما كانت تبحر في المياه الدولية متجهة إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار الخانق المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني منذ 18 عامًا.
وقالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني – “حشد” في بيان شديد اللهجة، إن ما جرى “يشكل جريمة مكتملة الأركان تنتهك القانون الدولي الإنساني، واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، ويمثل اعتداء صارخًا على المدافعين عن حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية”.
وبحسب البيان، كانت السفينة “حنظلة” تقل 21 ناشطًا حقوقيًا من 12 دولة، بينهم صحفيون، محامون، نواب، مدافعون عن البيئة، بالإضافة إلى شحنة إنسانية عاجلة تتضمن حليبًا للأطفال، وحفاضات، وأدوية وأغذية مخصصة للمدنيين في غزة، حيث يتفشى الجوع والمرض.
اقتحام مباشر لـ السفينة حنظلة
في بث مباشر صادم عبر الإنترنت، وثّق النشطاء لحظة اقتراب الزوارق الحربية الإسرائيلية من السفينة في عرض البحر.
وأظهرت اللقطات القوات الخاصة وهي تقتحم السفينة وسط ظلام الليل، وتُجبر النشطاء على رفع أيديهم، بينما كانوا يرددون نشيد “بيلا تشاو” المناهض للفاشية.
وسرعان ما انقطع البث، وأكد لاحقًا تحالف أسطول الحرية أن الاتصال بالسفينة فقد تمامًا عند الساعة 11:43 ليلًا، بينما كانت على بعد نحو 40 ميلًا بحريًا من سواحل غزة. وتم اقتيادها قسرًا إلى ميناء أسدود الإسرائيلي.
جريمة قرصنة واختطاف دولي
الهيئة الدولية “حشد” أكدت أن ما وقع هو “جريمة حرب”، داعية الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمقررين الخاصين إلى التحرك العاجل للكشف عن مصير النشطاء، والعمل من أجل الإفراج الفوري عنهم ومحاسبة المسؤولين عن هذا الانتهاك.
وأضاف البيان أن “الاعتداء على سفينة مدنية غير مسلحة، كانت تبحر في المياه الدولية وتحمل مساعدات إنسانية، يُعد خرقًا جسيمًا للقانون الدولي واعتداءً على السيادة الإنسانية العالمية”.
المجتمع الدولي يلوذ بالصمت بعد اقتحام السفينة حنظلة
يتزامن اختطاف “حنظلة” مع مواصلة الاحتلال ارتكاب مجازر في قطاع غزة لليوم الـ660 على التوالي. وبحسب الهيئة، ارتفع عدد الشهداء والمفقودين إلى أكثر من 75 ألفًا، بينهم آلاف النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى 145 ألفًا.
كما أشارت “حشد” إلى أن ما يزيد عن 90% من البنية التحتية دُمرت، وأن المجاعة وانعدام الأمن الغذائي بلغ مستويات غير مسبوقة، في ظل تهجير داخلي طال 95% من سكان القطاع.
واعتبرت الهيئة أن هذه الممارسات تُشكّل “إبادة جماعية موصوفة” بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948.
دعوات للتحرك
طالبت الهيئة الدولية “حشد” بتحرك عالمي فوري، داعية دول العالم إلى إدانة القرصنة الإسرائيلية واعتبارها جريمة حرب.
والضغط من أجل الإفراج عن النشطاء المختطفين من على متن “حنظلة”، فتح الممرات الإنسانية فورًا دون قيد أو شرط.
وإطلاق المزيد من سفن الحرية لكسر الحصار، وفرض العقوبات على إسرائيل ومقاطعتها دبلوماسيًا واقتصاديًا مع إحالة قادة الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
“حنظلة”… رمز مقاومة الإنسانية
تحوّلت سفينة “حنظلة” من مجرد مهمة إنسانية إلى أيقونة رمزية للمقاومة المدنية العالمية. ومع كل محاولة إسرائيلية لإسكات هذه السفن، تتجدّد عزيمة المتضامنين وتكبر دائرة التضامن الدولي.
ووسط صمت حكومات، تبقى “حنظلة” صوتًا للضمير، وسؤالًا مفتوحًا للعالم إلى متى يستمر هذا الحصار؟ وإلى متى تُختطف الحقيقة في عرض البحر؟
اقرأ أيضا.. فرصة لـ اللاجئين العرب.. تفاصيل مبادرة أممية لفتح أبواب أوروبا أمام المهارات المهاجرة