قصف الضاحية الجنوبية.. إسرائيل تواصل انتهاك سيادة لبنان بحجة حزب الله

شهدت لبنان هجومًا جويًا اليوم من قِبَل الطيران التابع لجيش إسرائيل على الضاحية الجنوبية، في خطوة تُعدّ تصعيدًا جديدًا بعد فترة من الهدوء النسبي عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع بين الطرفين.
وقد جاء هذا الهجوم بعد سلسلة من التحذيرات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي لسكان المنطقة، حيث طلب من المواطنين إخلاء المباني والمناطق التي يُعتقد بوجود منشآت تابعة لحزب الله بالقرب منها.
وبحسب تقارير يأتي الهجوم في سياق توترات مستمرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مما يثير قلق المسؤولين المحليين والدوليين من احتمال تفجر المواجهات مجددًا في المنطقة.
تفاصيل استهداف جيش إسرائيل لـ لبنان
بحسب وسائل إعلام، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي بأن الضربة استهدفت بنية تحتية لتخزين المسيّرات في أحد الأحياء الواقعة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتحديدًا في حي الجاموس، حيث شُهدت أضرار جسيمة في المبنى المستهدف.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس” أنه تم رسم خريطة للمنطقة لتحديد المواقع التي يتواجد فيها عناصر يُزعم أنها مرتبطة بحزب الله، مطالبًا السكان بإخلاء المباني المحيطة لمسافة لا تقل عن 300 متر.
وتضمنت العملية العسكرية ثلاث غارات تحذيرية سابقة استهدفت مبنى آخر في حي الحدث، قبل تنفيذ الضربة النهائية التي استهدفت البنية التحتية الخاصة بتخزين الطائرات المسيّرة.
ذعر في لبنان بعد القصف الإسرائيلي
أدت هذه الغارة إلى حالة من الذعر والنزوح الجماعي بين أهالي الضاحية الجنوبية، خاصةً بعد إصدار تحذيرات متكررة ودعوات لإخلاء المباني الحيوية التي تضم مؤسسات تعليمية مثل خمس مدارس ومجمع جامعي تابع لمجمع الحريري.
وأفادت المصادر المحلية بأن حركة النزوح قد شهدت زيادة ملحوظة وسط إطلاق نار كثيف في الشوارع، مما زاد من المخاوف على سلامة المدنيين وخلق حالة من الفوضى والارتباك بين السكان الذين اضطروا لمغادرة منازلهم حفاظًا على حياتهم.
لبنان يدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل
على صعيد الرد اللبناني، تلقى الرئيس اللبناني جوزيف عون تقارير مفصلة عن الهجوم خلال اجتماعه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون،داعيا إلى تدخل دولي لاحتواء التصعيد العسكري.
وفي الوقت نفسه، نشرت الحكومة اللبنانية بيانات تدعو المجتمع الدولي إلى فرض ضغوط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتكررة والسيطرة على الوضع في الجنوب اللبناني، حيث ما زالت إسرائيل تواصل تنفيذ غارات وجوّات على أهداف تعتبرها مرتبطة بحزب الله.
دعم فرنسي لسيادة لبنان بعد هجوم إسرائيل
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعمه التام لسيادة لبنان.
وشدد خلال مؤتمر مشترك مع نظيره اللبناني، اليوم الجمعة على أن الغارات الإسرائيلية على بيروت غير مقبولة وتشكل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في نوفمبر الماضي.
كما أكد أن على كل الأطراف احترام اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل. ودعا الجيش الإسرائيلي للانسحاب من الجنوب اللبناني حيث لا يزال ينتشر في 5 مواقع حدودية.
إلى ذلك، أوضح ماكرون أن بلاده ستعمل مع أمريكا والأمم المتحدة لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار.
مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
يُعتبر الهجوم الذي شنته إسرائيل على بيروت اليوم جزءًا من سلسلة من الإجراءات العسكرية التي تستهدف مواقع في جنوب لبنان، وقد أثار ذلك تساؤلات حول استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع برعاية أميركية فرنسية في نوفمبر الماضي.
ويخشى المسؤولون اللبنانيون من أن يؤدي هذا التصعيد إلى تفاقم الأزمة الأمنية في البلاد، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يعيشها لبنان، إضافة إلى المخاوف من توسيع دائرة النزاع لتشمل مناطق أخرى على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
اقرأ أيضا: باحث تركي لـ”خاص عن مصر”: أردوغان أقرب للبقاء في السلطة وأكرم أوغلو ضحية هؤلاء