قضية الطيار الأردني معاذ الكساسبة تعود للنور بعد 10 سنوات.. ما علاقة السويد؟

أعادت محكمة سويدية واحدة من أبشع الجرائم التي نفذها تنظيم “داعش” إلى الواجهة من جديد، بعدما قضت بالسجن مدى الحياة على المواطن السويدي من أصل عربي أسامة كريم، بعد إدانته بالمشاركة في إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقًا في سوريا عام 2015.

وأكدت القاضية آنا ليلينبرغ غوليسيو في بيان رسمي صادر عن محكمة ستوكهولم أن كريم “كان حاضرًا أثناء عملية الإعدام، يرتدي زيًا عسكريًا، وكان مسلحًا، ووافق على تصويره، وساهم بشكل حاسم في مقتل الضحية”.

رحلة قاتل معاذ الكساسبة من السويد إلى الرقة

أسامة كريم، البالغ من العمر 32 عامًا، كان قد سافر إلى سوريا في سبتمبر 2014 للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش، وشارك لاحقًا في عدة جرائم حرب وعمليات إرهابية. وكان ظهوره في الفيديو المصور لإعدام الكساسبة أحد أبرز الأدلة التي استندت إليها المحكمة في إدانته.

ووفقًا للادعاء السويدي، لم يكن كريم مجرد “مشاهد” لجريمة الإعدام، بل كان فاعلًا مباشرًا ساعد في التخطيط والتنفيذ والتوثيق. واعتبرت المحكمة أن ظهوره المسلح إلى جانب منفذي الإعدام يُشكل دعمًا مباشرًا للعملية الإرهابية، ومشاركة فعلية في “جريمة حرب” مكتملة الأركان.

معاذ الكساسبة تفاصيل جريمة صدمت العالم

في 24 ديسمبر 2014، سقطت طائرة إف-16 أردنية قرب مدينة الرقة السورية، وتم أسر الطيار معاذ الكساسبة فورًا من قبل مسلحي داعش.

وبعد أسابيع من الأسر، نشر التنظيم في 3 فبراير 2015 تسجيلًا مصورًا لعملية إعدامه حرقًا داخل قفص حديدي، في مشهد أثار صدمة عالمية وُصف حينها بأنه تجاوز حدود الوحشية.

ظهر في الفيديو 13 عنصرًا من داعش، أحدهم – حسب الادعاء – كان أسامة كريم، الذي وُثق حضوره بالسلاح وبالزي العسكري أثناء تنفيذ الجريمة.

وقد أثارت عملية الإعدام، آنذاك، موجة تنديد عالمية، ودعوات لمحاكمة المتورطين فيها كمجرمي حرب، خاصة وأنها وُثقت بصور ومقاطع فيديو استخدمها التنظيم لأغراض دعائية وترويعية.

من ساحة المعركة إلى المحاكم الأوروبية

قبل إدانته في السويد، كان كريم قد أُدين سابقًا في فرنسا وبلجيكا لدوره في تنفيذ هجمات باريس وبروكسل التي نفذها تنظيم داعش بين عامي 2015 و2016، وراح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين.

ويُعد كريم من أبرز المقاتلين الأجانب الذين انخرطوا في صفوف التنظيم، وشاركوا في عملياته داخل مناطق النزاع، ثم عادوا إلى أوروبا حيث واصلوا أنشطتهم الإرهابية.

ويفتح هذا الحكم الباب واسعًا أمام دول أوروبية أخرى لإعادة النظر في ملفات المقاتلين العائدين، لاسيما أولئك المتورطين في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، سواء من خلال الأدلة المصورة أو شهادات ناجين.

اقرأ أيضا..عاصفة الاعتراف الدولي بفلسطين.. هل تنعكس على مفاوضات الهدنة في غزة؟

زر الذهاب إلى الأعلى