قضية تسريبات مكتب نتنياهو تشغل الشارع الإسرائيلي.. ومفاجأة بشأن المتهمين

برز خلال الأيام القليلة الماضية قضية جديدة هزت أرجاء إسرائيل، حيث وصل الأمر إلى خروج رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى العلن، ليؤكد نفيه لكافة الاتهامات الموجهة إلى مكتبه بتسريب وثائق وأسرار سرية حول الحرب في غزة ولبنان، ما جعل الجميع يوجه الاتهامات إلى نتنياهو نفسه.

اقرأ أيضا: طلب عاجل من إدارة بايدن إلى نتنياهو بسبب المستوطنين

قضية كبرى في إسرائيل

وجه المدعي العام الإسرائيلي، اتهامات رسمية إلى إيلي فلدشتاين، مساعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتسريب وثائق سرية بقصد الإضرار بأمن الدولة، مما زاد من تعقيد المشهد الداخلي المأزوم.

واتهم فلدشتاين بالحصول على معلومات عسكرية حساسة بطرق غير قانونية، ثم تسريبها بغرض التأثير على الرأي العام الإسرائيلي. ويعتقد المدعي العام أن هدف فلدشتاين كان تخفيف الضغط المتزايد على نتنياهو، الذي يواجه انتقادات شديدة لمطالبته بتقديم تنازلات كبيرة مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في غزة.

كما تُهم جندي إسرائيلي آخر بتسليم فلدشتاين الوثائق المسربة. وتُشير التحقيقات إلى أن هذه الوثائق، التي يُزعم أنها صادرة عن عناصر في حركة حماس، تضمنت معلومات حساسة تكشف استراتيجية الحركة في بث الفتنة داخل المجتمع الإسرائيلي، بهدف تعزيز موقفها التفاوضي بشأن ملف المحتجزين في قطاع غزة

نفي المتحدث باسم نتنياهو

وينفي المتهمان، فلدشتاين والجندي، التهم الموجهة إليهما، والتي قد تؤدي إلى أحكام بالسجن لمدد طويلة. وفي الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات، لم توجه أي اتهامات مباشرة إلى نتنياهو نفسه، لكن القضية أثارت جدلًا واسعًا. أنصار نتنياهو اتهموا الادعاء بقيادة حملة ذات دوافع سياسية، مستغلين حالة الطوارئ التي تمر بها البلاد.

واحتشد عشرات المتظاهرين المؤيدين للحكومة خارج أسوار المحكمة، معربين عن غضبهم من الإجراءات المتخذة. تقول شوشانا إيداسيس، فيما كشفت نسخة من لائحة الاتهام، أن المتهمين وضعوا آلية معقدة لتمرير المعلومات السرية خارج البروتوكولات الرسمية. أظهرت التحقيقات أن الوثائق المسرّبة كانت مصنفة على أنها “سرية للغاية”، وأن تسريبها قد يلحق ضررا جسيمًا بالأمن القومي الإسرائيلي.

بهدف تجاوز الرقابة المحلية الصارمة، لم يتم تسريب المعلومات إلى وسائل إعلام إسرائيلية، بل سُلمت إلى مجلة “بيلد” الألمانية. نشرت المجلة مقالًا في سبتمبر، استند إلى الوثائق المسربة.

شقيقة المتهم تهاجم الجميع

وأجرت تسفيا، شقيقة إيلي فلدشتاين، المتهم الرئيسي في قضية تسريب الوثائق السرية من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة تلفزيونية خلال المقابلة، استعرضت تسفيا اللحظات الصعبة التي عاشتها العائلة منذ لحظة اعتقال شقيقها، وكيف علموا بالخبر بعد أيام من حدوثه.

روَت تسفيا أن والدتها اتصلت بإيلي يوم اعتقاله، لكنه لم يجب، رغم أن مؤشر الواتساب أظهر أنه “متاح”. لم تفهم والدته حينها ما الذي حدث. وبعد يومين، أُبلغت العائلة رسميًا باعتقاله، بعد أن قضت أيامًا عصيبة من القلق والشكوك حول مصيره. وأشارت إلى أن إيلي تعرض لتحقيق قاسٍ استمر لمدة 18 ساعة متواصلة، وكان في بعض الجلسات معصوب العينين.

في حديثها، نفت تسفيا بشدة أن يكون شقيقها قد قصد الإضرار بأمن الدولة، مؤكدة أنه “شخص يحب المنزل والعائلة، ولا يمكن أن يخون وطنه”. كما أعربت عن استيائها من المعاملة التي تعرض لها إيلي قائلة: “حبذا لو تم التعامل مع المغتصبين ومعلمات الروضات العنيفات بنفس الطريقة التي عاملوا بها أخي”. وأضافت أن العائلة بأكملها تعيش في صدمة، حيث توقف الجميع عن الخروج من المنزل أو الذهاب إلى العمل منذ وقوع الحادثة.

وعلقت تسفيا على التقارير التي أفادت بالعثور على حبل في زنزانة إيلي، مشيرة إلى أنها لا تعتقد أنه حاول الانتحار. “إنه رجل قوي”، قالت بحزم، “لا أعلم ماذا فعلوا به حتى يصل إلى هذه الحالة النفسية المتردية”.

نتنياهو يهاجم الجميع

وصرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تسريبات خطيرة من جلسة عقدت في أغسطس الماضي بشأن المحتجزين الإسرائيليين، كشفت أن بعض القيادات طلبت تقديم تنازلات. وأوضح أن هذه التسريبات تسببت في تشدد موقف حركة حماس، ما زاد تعقيد المفاوضات وأثر على مسارها بشكل سلبي.

وأشار نتنياهو إلى أن المعلومات المسربة خرجت من داخل المجلس الوزاري المصغر والفريق المفاوض، بل ومن هيئات إسرائيلية حساسة. وأضاف أن هذه التسريبات منحت أعداء إسرائيل معلومات قيّمة، ما يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن الدولة، مؤكدًا أن ما تم تسريبه يتضمن معلومات استراتيجية عن القدرات العسكرية الإسرائيلية.

وأوضح أن جلسة سرية، عُقدت في مبنى محصن خلال اليوم الرابع من الحرب، شهدت تسريب معلومات حساسة. واعتبر أن نشر صور معتقل سديه تيمان هو أحد الأمثلة الصارخة على الأضرار التي لحقت بإسرائيل وسمعتها عالميًا، مؤكدًا أن التسريبات أدت إلى تدمير حياة العديد من الشباب وعائلاتهم.

وشدد نتنياهو على أن التسريبات تهدف إلى الإساءة إلى سمعته الشخصية وتكثيف الضغوط عليه. ودافع عن مساعده إيلي فلدشتاين، المتهم الرئيسي في القضية، واصفًا إياه بأنه “شخص وطني” يستحيل أن يتورط في أعمال تضر بأمن إسرائيل.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن أربعة من المعتقلين الخمسة ينتمون إلى وحدة سرية معنية بمنع التسريبات وحماية المعلومات الأمنية. وذكرت أن من بين المعتقلين ضابط احتياط برتبة رائد، تم اعتقاله بواسطة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك”.

محاولة انتحار

فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن سلطات السجون عثرت على حبل في زنزانة المتهم الرئيسي بتسريب الوثائق داخل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وقالت إن إدارة السجون الإسرائيلية نقلت إيلي فلدشتاين إلى زنزانة تحت المراقبة لمنعه من محاولة الانتحار.

زر الذهاب إلى الأعلى