قطر تبدأ في تزويد سوريا بالغاز عبر الأراضي الأردنية بموافقة أمريكية

تستعد قطر لتزويد سوريا بإمدادات من الغاز الطبيعي عبر الأراضي الأردنية، في خطوة تهدف إلى تعزيز إنتاج الكهرباء في البلاد، وفق ما أوردته وكالة “رويترز”.
وتهدف هذه المبادرة القطرية، التي ستكون لفترة محددة، إلى تحسين توليد الطاقة الكهربائية، حيث من المقرر أن يبدأ الإنتاج الإضافي عند 400 ميجاواط، مع خطط لزيادة هذه الكمية تدريجياً لمواجهة النقص الحاد في الكهرباء داخل سوريا.
وتأتي هذه الخطوة وسط أزمة طاقة خانقة تعاني منها البلاد، في ظل الدمار الذي لحق بمحطات توليد الكهرباء، ما أدى إلى انخفاض كبير في الإنتاج، وتأثير ذلك على مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية.
دعم دولي لمبادرة قطر لتزويد سوريا بالغاز
نقلت “رويترز” عن مسؤول أمريكي – لم يتم الكشف عن هويته – أن واشنطن وافقت على هذه الخطوة، مما يشير إلى وجود تفاهمات إقليمية ودولية بشأن تأمين إمدادات الطاقة لسوريا، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من جهود أوسع تهدف إلى تحسين البنية التحتية للكهرباء في سوريا، حيث تسعى الحكومة إلى إعادة تأهيل قطاع الطاقة وسط صعوبات كبيرة تتعلق بتأمين التمويل وقطع الغيار بسبب العقوبات والعوائق اللوجستية.
هل تحل مبادرة قطر أزمة الكهرباء في سوريا؟
تعاني سوريا من نقص حاد في الكهرباء، حيث لا يتجاوز الإنتاج الحالي 1300 ميجاواط، وهو رقم بعيد جدًا عن احتياجات البلاد الفعلية التي تقدر بحوالي 6500 ميجاواط، ما يعني أن العجز يصل إلى 80%.
ويعود هذا النقص إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة خلال سنوات الحرب، حيث تعرضت العديد من محطات التوليد للاستهداف والتخريب، ما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة.
وتضم سوريا 12 محطة توليد، لكنها تعمل حاليًا بطاقة إنتاجية تقل عن الحد المطلوب، حتى في ظل توفر الوقود اللازم لتشغيلها، وفق تصريحات وزير الكهرباء في الحكومة الانتقالية السورية عمر شقروق لوكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
اقرأ أيضًا .. قطر الثالثة والسعودية الرابعة بين أكبر مستوردي الأسلحة عالميًا
جهود حكومية لإصلاح القطاع
أكد الوزير شقروق الشهر الماضي أن هناك جهودًا تبذل لصيانة محطات التوليد وإعادتها للخدمة، رغم التحديات التي تواجه الوزارة، ومن بينها تأمين التمويل اللازم لاستيراد قطع الغيار، بالإضافة إلى العقوبات التي تعرقل الحصول على الموارد المطلوبة.
وفي هذا السياق، أشار خالد أبو دي، المدير العام للمؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، في تصريحات سابقة لـ”سانا”، إلى أن سوريا تترقب وصول سفينتين لتوليد الكهرباء قادمتين من تركيا وقطر، من المتوقع أن تزوّد الشبكة الكهربائية بحوالي 800 ميجاواط، وهو ما يعادل نصف ما يتم توليده حاليًا في البلاد.
آفاق مستقبلية لقطاع الكهرباء
يرى خبراء أن توفير الغاز الطبيعي لسوريا يمكن أن يكون حلاً مؤقتًا لكنه ضروري لمواجهة أزمة الكهرباء، خاصة في ظل عدم القدرة على إصلاح محطات التوليد بالسرعة المطلوبة.
وتشير التوقعات إلى أن التعاون الإقليمي في مجال الطاقة قد يسهم في تخفيف أزمة الكهرباء على المدى القصير، لكنه لن يكون كافيًا لحل المشكلة بالكامل، ما يتطلب خططًا طويلة الأمد لإعادة بناء البنية التحتية للطاقة في سوريا، وتأمين استثمارات ضخمة في هذا القطاع.
وتبقى هذه المبادرة القطرية خطوة إيجابية، لكنها لن تكون كافية وحدها لإنهاء معاناة السوريين مع انقطاع الكهرباء، وهو ما يستدعي حلولًا مستدامة لضمان استقرار شبكة الكهرباء وتلبية احتياجات السكان والقطاعات الاقتصادية المختلفة.