قطر تفتح النار دبلوماسيًا بعد هجوم إيران.. استدعاء عاجل للسفير ورسالة حازمة إلى الأمم المتحدة

في خطوة دبلوماسية عاجلة، استدعتْ وزارة الخارجية القطرية السفير الإيراني لدى الدوحة، علي صالح آبادي، على خلفية الهجوم الصاروخي الذي نفَّذه الحرس الثوري الإيراني ضد قاعدة العديد الجوية؛ حيث تتمركز قوات أمريكية.
ووصفت الدوحة الهجوم بأنه “انتهاك صارخ لسيادة الدولة ومجالها الجوي”، وأكدت أنها تحتفظ بحق الرد وفقًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وقال سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن هذا التصعيد يتنافى تمامًا مع مبدأ حُسن الجوار والعلاقات التي تربط قطر بإيران. وذكَّر بمواقف قطر الداعية دائمًا للحوار والوسائل الدبلوماسية لحل الأزمات.
رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة.. قطر تطالب بإجراءات عاجلة
وعلى الصعيد الأممي، وجَّهت دولة قطر رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، ورئيسة مجلس الأمن لشهر يونيو، السيدة كارولين رودريجيز-بيركيت، دعت فيها إلى تعميم الرسالة كوثيقة رسمية للمجلس.
وفي هذه الرسالة، أعربت السفيرة القطرية لدى الأمم المتحدة، الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، عن “إدانة بالغة” للهجوم، مؤكدة أن هذا الاعتداء يُعد تهديدًا مباشرًا للسِّلم والأمن الإقليميين.
وطلبت قطر من مجلس الأمن اتخاذ تدابير عاجلة لوقف الأعمال العدائية ومنع المزيد من التصعيد.
التفاصيل العسكرية.. 19 صاروخًا والدوحة تتصدى
وبحسب بيان وزارة الدفاع القطرية، أطلقت إيران سبعة صواريخ في الهجوم الأول، تلتها موجة ثانية ضمت 12 صاروخا. وأكد مسؤولون قطريون أن الدفاعات الجوية اعترضت 18 منها، بينما انفجر صاروخ واحد داخل القاعدة الأمريكية دون أن يسفر عن إصابات.
وفي حين أشارت وزارة الداخلية إلى أن بعض حطام الصواريخ سقط في أحياء سكنية، إلا أنه لم يتم تسجيل أي إصابات بين المدنيين. وأكدت السلطات أن الوضع مستقر، والمجال الجوي أعيد فتحه أمام الرحلات الدولية.
روايات متضاربة.. إشعار مبكر أم مفاجأة؟
وجاءت المفارقة في التصريحات المتباينة بين الولايات المتحدة وقطر بشأن معرفة مسبقة بالهجوم. ففي حين شكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران على “الإخطار المبكر”، قالت الخارجية القطرية إن الهجوم كان “مفاجئا” وإن الدوحة لم تتلق أي تحذير.
ويعتقد محللون سياسيون أن هذا التباين في الروايات قد يعكس محاولات من كل طرف لتفادي تصعيد إضافي، مع الحفاظ على مواقف دبلوماسية قوية.
كما تشير التصريحات الهادئة نسبيا من واشنطن إلى وجود قنوات خلفية للتهدئة بين إيران والولايات المتحدة.
صراع نفوذ تحت غطاء التصعيد
ويرى الخبراء أن هذا الحدث يعكس صراع نفوذ إقليمي خطير يجري تحت غطاء الهجمات المتبادلة. ويقول محللون إن التحرك الإيراني قد يكون رسالة سياسية أكثر منه عملا عسكريا استراتيجيا، في ظل التوترات المتزايدة بعد الغارات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية.
وحذرت قطر، من جانبها، من تداعيات التصعيد، مكررة دعوتها لوقف فوري للأعمال العسكرية. ولفتت إلى أنها كانت من أوائل الدول التي نادت بأولوية الحوار والحلول الدبلوماسية، واعتبرت أن تصعيد العمليات في المنطقة يهدد بجرّها إلى فوضى لا يمكن احتواؤها.
نهاية “حرب 12 يومًا”.. اتفاق وقف إطلاق نار شامل
وفي تطور مفاجئ، أعلن الرئيس ترامب مساء الأحد عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل بين إيران وإسرائيل، واصفا إياه بـ”النهاية الرسمية لحرب 12 يوما”. وأوضح أن الاتفاق يشمل مراحل متدرجة تبدأ بوقف إيران للأعمال العدائية، يليها التزام من الجانب الإسرائيلي، على أن تُعترف التهدئة دوليا بعد مرور 24 ساعة.
ومع أن هذا الإعلان بعث برسائل تهدئة دولية، لا تزال قطر تتعامل بحذر مع الوضع، في ظل هشاشة الاتفاقات والتجاذبات المستمرة في المنطقة.
اقرأ أيضًا.. خطوة تاريخية غير مسبوقة.. أول دولة خليجية تقرّ ضريبة دخل على الأفراد
سلام حقيقي أم هدنة هشة؟
بينما توحي التصريحات الأمريكية بتهدئة مرتقبة، ترى الدوحة أن استمرار الأعمال العسكرية المفاجئة يقوض أي فرصة لسلام دائم.
وتُصر قطر على أن الحل يكمن في العودة إلى المسارات الدبلوماسية والتفاهمات الإقليمية، وهو ما يعكس موقفًا ثابتًا من السيادة والاستقرار.