قفزة غير مسبوقة لأسهم لوسيد بعد استقالة بيتر رولينسون المفاجئة
شهدت أسهم علامة لوسيد ارتفاعًا حادًا تجاوز 10% في تداولات البورصة الأمريكية بعد الإعلان المفاجئ عن استقالة المدير التنفيذي بيتر رولينسون.
وهذه الخطوة تأتي بعد خمس سنوات من قيادته للشركة، مما يعد واحدًا من أهم التغيرات الإدارية في تاريخها، والتي تعد من أبرز اللاعبين في سوق السيارات الكهربائية الفاخرة.
المستثمرون يرحبون بالاستقالة
لم تكن استقالة رولينسون مفاجئة فقط من حيث توقيتها، بل كانت محل ترحيب من قبل العديد من المستثمرين الذين أعربوا عن استيائهم من أسلوب الإدارة الذي تبناه رولينسون على مدار السنوات الماضية.
وإضافة إلى ذلك، أثار تعويضه المالي الضخم في عام 2022، الذي بلغ 379 مليون دولار، غضب البعض، فهذه القيمة المرتفعة التي تلقاها رولينسون في وقت كانت فيه الشركة تواجه خسائر مالية ضخمة.
تجاوزت حينها المليار دولار سنويًا، الأمر الذي جعل الكثير من المستثمرين ينتقدون قيادة رولينسون التي لم تتناسب مع نتائج الشركة المالية.
اقرأ أيضًا: سعر ومواصفات هيونداي سانتافي 2025.. كل ما تحتاج معرفته عن الأداء والمميزات
في ظل هذه التغييرات الإدارية، أعلنت لوسيد عن خطط طموحة تهدف إلى مضاعفة إنتاج السيارات هذا العام، ومن أبرز تلك الخطط هو دخول سيارة جرافيتي SUV الجديدة إلى خطوط الإنتاج في مصنع أريزونا الأمريكي. ويتوقع أن تقوم لوسيد بإنتاج 20,000 سيارة في عام 2025، مقابل 9,000 سيارة في 2024، مما يعكس التوسع الكبير في القدرة الإنتاجية.
تعتبر الشركة جرافيتي SUV من العناصر الأساسية في خطتها لزيادة حصتها في سوق السيارات الكهربائية، حيث تتطلع إلى منافسة أمثال تيسلا موديل X و ريفيان R1S في سوق السيارات الرياضية الكهربائية، وبالتالي، يعد نجاح هذه السيارة مفتاحًا مهمًا لمستقبل الشركة، خاصة في السوق الأمريكي الذي يشهد طلبًا قويًا على سيارات SUV الرياضية.
التحديات كبيرة تواجه لوسيد
على الرغم من هذه الخطط الطموحة، لا تزال لوسيد تواجه العديد من التحديات المالية، حيث تكبدت الشركة خسائر كبيرة وصلت إلى 397.2 مليون دولار في الربع الرابع من عام 2024، وهو ما يعكس الصعوبات التي تواجهها في تحقيق الاستقرار المالي، ورغم ذلك، تواصل الشركة ضخ الاستثمارات لتوسيع طاقتها الإنتاجية وتطوير موديلات جديدة، مع خطط واضحة للوصول إلى الربحية في عامين.
منافسة سعرية مع تيسلا و تحديات السوق الأمريكي
من أكبر التحديات التي تواجهها لوسيد هي المنافسة السعرية التي دخلتها مع تيسلا وشركات السيارات الكهربائية الأخرى، حيث اضطرت الشركة مؤخرًا إلى خفض أسعار سياراتها الفاخرة من طراز إير بأكثر من 10,000 دولار في بعض الفئات بالسوق الأمريكي، هذا الخفض الكبير في الأسعار أثر بشكل سلبي على هوامش الربحية لدى الشركة.
في الوقت نفسه، تباطأ الطلب على السيارات الكهربائية في السوق الأمريكي في عام 2024، حيث بدأ المستهلكون يتوجهون بشكل أكبر نحو السيارات الهجينة الأرخص والأكثر عملية.
ورغم هذا التباطؤ، فإن لوسيد ما تزال تتوقع نمواً مستقرًا في مبيعاتها الأمريكية، كما تسعى لتوسيع وجودها في الأسواق العالمية، بما في ذلك آسيا وأوروبا من خلال الاستفادة من مصنعها الجديد في السعودية الذي سيساهم في تصدير السيارات إلى هذه الأسواق.
اقرأ أيضًا: سعر ومواصفات فورد إكسبيديشن 2025.. الأداء والتكنولوجيا في سيارة واحدة
نظرة إلى المستقبل وتحديات لوسيد في سوق السيارات الكهربائية
مع الاستقالة المفاجئة لبيتر رولينسون، وإعادة الهيكلة التي قد تطرأ على الشركة في المرحلة المقبلة، تبدو لوسيد في طريق مليء بالتحديات، ورغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الشركة حاليًا، إلا أن لديها العديد من الفرص لتحقيق الاستقرار والنمو.
تأتي استقالة بيتر رولينسون لتضيف فصلاً جديدًا في قصة لوسيد التي تواجه تحديات كبيرة في ظل خسائر مالية كبيرة، ولكن مع خططها المستقبلية لتوسيع الإنتاج وإطلاق سيارات جديدة، تظل الشركة تسعى لتحقيق الربحية والنمو المستدام، وتبقى الأنظار متجهة إلى كيفية إدارة الشركة لهذا التغيير الإداري والتكيف مع المتغيرات السريعة في سوق السيارات الكهربائية.
