قلق متصاعد بـ إسرائيل.. كيف أربك تقارب ترامب مع الشرع خطط تل أبيب في سوريا؟

كشفت تقارير صحفية عن قلق عميق في الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل، في أعقاب التحول المفاجئ في سياسة واشنطن تجاه قادة سوريا الجدد.

ووفق صحيفة “نيويورك تايمز”، فبعد سنوات من القطيعة، أدى التقارب الذي بدأه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، إلى إرباك كبير في الاستراتيجية الإسرائيلية، ووضع حداً، ولو مؤقتاً، للغارات الجوية المكثفة التي كانت تشنها إسرائيل داخل الأراضي السورية.

توقف مفاجئ لغارات إسرائيل في سوريا

منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية بشكل لافت في سوريا، منفذة ما يزيد عن 700 غارة جوية خلال بضعة أشهر.

كانت هذه الغارات تستهدف، وفق الرواية الإسرائيلية، منع وقوع أسلحة استراتيجية بيد جماعات معادية، والحد من النفوذ الإيراني والتركي المتزايد، وتأمين حدودها الشمالية مع سوريا، خاصة منطقة الجولان المحتل.

لقاء ترامب والشرع

لكن لقاء ترامب والشرع في منتصف مايو ، وإعلان الرئيس الأمريكي عن خطط لرفع العقوبات ودعم الحكومة الجديدة في دمشق، قلب الطاولة على تل أبيب.

بحسب الصحيفة إن هذا الانفتاح الأمريكي غير المتوقع على سوريا الجديدة فاجأ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وأجبرها على تعليق عملياتها الجوية بشكل شبه كامل، لم يعد بمقدور إسرائيل الاستمرار في غاراتها بنفس الوتيرة في ظل هذا التقارب الأمريكي السوري الجديد.

إسرائيل تتوجس من حكومة الشرع في سوريا

لا تخفي إسرائيل قلقها من نوايا حكومة أحمد الشرع، التي تضم شخصيات كانت محسوبة على فصائل معارضة متشددة. ورغم رسائل الطمأنة التي يرسلها الشرع للغرب، وتأكيده السعي للاستقرار، فإن المخاوف الإسرائيلية من تكرار سيناريوهات تعتبرها معادية على حدودها الشمالية، مثل تجربة جنوب لبنان، لا تزال حاضرة بقوة.

تصريحات مسؤولين إسرائيليين، مثل وزير الخارجية جدعون ساعر الذي وصف حكومة الشرع بأنها “حكومة جهادية ترتدي بدلات رسمية”، تعكس حجم هذا القلق الإسرائيلي.
وتشير تحليلات، مثل تلك التي قدمتها كارميت فالنسي من معهد دراسات الأمن القومي، إلى أن هدف إسرائيل الرئيسي من الغارات كان منع وصول أسلحة متطورة لجماعات معادية، وهو ما أصبح أكثر صعوبة في ظل التقارب بين واشنطن ودمشق.

كما أن الانتقادات الدولية، والتشكيك الداخلي في جدوى الاستمرار بنفس النهج العسكري، يزيدان من الضغوط على تل أبيب.

معادلة جديدة أمام إسرائيل في سوريا

لقد فرض التقارب بين إدارة ترمب وسوريا الجديدة معادلة استراتيجية جديدة ومعقدة على إسرائيل.

ومع الهدوء النسبي السائد على الحدود، تجد تل أبيب نفسها مقيدة في حركتها العسكرية داخل سوريا، ومضطرة للبحث عن مقاربات جديدة للتعامل مع التهديدات المحتملة.

ويبدو واضحاً أن تحركات الرئيس ترمب الأخيرة قد أربكت خطط تل أبيب بشكل كبير، وأدخلتها في مرحلة من إعادة تقييم شاملة لسياستها تجاه سوريا في ظل هذا الواقع الإقليمي المتغير.

اقرأ أيضا

رغم اتفاق حماس وأمريكا.. إسرائيل تستدعي مئات الآلاف من جنود الاحتياط| ماذا يحدث؟

زر الذهاب إلى الأعلى