قنبلة موقوتة.. إيران ترفع مخزونها من اليورانيوم المخصب والعالم يترقب بقلق

أفاد تقرير جديد صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيادة مخزون إيران من اليورانيوم، حيث راكمت طهران كمية قياسية من المادة المُخصبة بأقل بقليل من مستويات الأسلحة.
وفقًا لما نشرته بلومبرج، يُعقّد هذا التطور بشكل كبير الجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة بشأن طموحات طهران النووية، ويُجدد المخاوف في واشنطن وأوروبا وإسرائيل بشأن نوايا إيران ومستقبل جهود منع الانتشار النووي العالمية.
زيادة مخزون إيران من اليورانيوم: يكفي لصنع عشر قنابل نووية
يكشف أول تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ استئناف المفاوضات الأمريكية الإيرانية أن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب قد ارتفع بنسبة تقارب 50% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ليصل إلى 409 كيلوجرامات.
يُحذّر الخبراء من إمكانية تخصيب هذه المادة بسرعة أكبر لتوفير نواة لنحو عشر قنابل نووية إذا اختارت إيران السعي لتصنيع أسلحة نووية. ووصف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، وتيرة التراكم بأنها “مصدر قلق بالغ”، مؤكدًا أن الوكالة “لن تكون في وضع يسمح لها بتقديم ضمانات بأن برنامج إيران النووي سلمي بحت”.
التحقق الدولي والأسئلة التي لم تُجب عليها
يُسلّط تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الضوء أيضًا على الصعوبات المستمرة في التحقق من الأنشطة النووية الإيرانية. لم تُقدّم طهران بيانات عن جزيئات اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير مُعلنة، وخلصت الوكالة إلى أن “إيران لم تُعلن عن المواد النووية والأنشطة النووية ذات الصلة في ثلاثة مواقع غير مُعلنة”.
قد تؤدي هذه الثغرات في الشفافية إلى إحالة إيران إلى مجلس الأمن الدولي، مما يزيد من خطر تجديد العقوبات الدولية.
على الرغم من استمرارهم في إنكار أي نية عسكرية، رفض المسؤولون الإيرانيون وقف تخصيب اليورانيوم. أكد وزير الخارجية عباس عراقجي على التلفزيون الرسمي أن “قولهم لنا: ‘لا يجب عليكم التخصيب لأننا قلقون’ أمر غير مقبول لدى الشعب الإيراني. إنه ببساطة قبول لهيمنة طرف آخر”. تعزز تعليقاته موقف طهران القائل بأن التخصيب حق سيادي.
المحادثات الجارية والتوترات المتصاعدة
تستمر الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة النووية، حيث وصف الرئيس السابق دونالد ترامب المحادثات الأمريكية الإيرانية الأخيرة التي عُقدت في روما بأنها تُحرز تقدمًا “جيدًا جدًا”.
مع ذلك، يُبرز تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشكوك العميقة في المجتمع الدولي، لا سيما مع استمرار إيران في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% – وهي مستويات يمكن تخصيبها بسرعة أكبر لاستخدامها في الأسلحة.
في حين تُفيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم وجود “مؤشرات موثوقة” على أن إيران تُخفي حاليًا أنشطة أسلحة نشطة، فإنها تُشير إلى قلق متزايد بسبب “التصريحات المتكررة لمسؤولين سابقين رفيعي المستوى في إيران بشأن امتلاك إيران جميع القدرات اللازمة لتصنيع أسلحة نووية”.
أثارت هذه التصريحات، إلى جانب الزيادة الحادة في مخزونات اليورانيوم عالي التخصيب، قلق صانعي السياسات حول العالم.
اقرأ أيضًا: تحالف السلاح المحظور.. أسلحة كوريا الشمالية تغذي آلة الحرب الروسية
احتمالية تجديد العقوبات والتصعيد العسكري
من المقرر أن يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا في 9 يونيو لمناقشة النتائج. وقد أشارت الدول الأوروبية إلى إمكانية إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، مما قد يؤدي إلى فرض عقوبات دولية شاملة.
ووصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصرفات إيران بأنها “مثيرة للقلق”، كما أثارت التقارير الإعلامية الأخيرة تكهنات حول احتمال قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد المواقع النووية الإيرانية، وهو تصعيد قد يجر الولايات المتحدة وقوى أخرى إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.
طاقة أم سلاح؟ لا يزال العالم حذرًا
تصر إيران على أن أنشطتها النووية تركز على الطاقة المدنية والتطوير التكنولوجي. ومع ذلك، ومع ازدياد مخزونات اليورانيوم بما يكفي لصنع قنابل نووية متعددة، وضعف الرقابة الدولية بسبب عدم إفصاح طهران الكامل، لا يزال هناك شكوك كبيرة بين المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين والإسرائيليين.
يواصل مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الموقع – الذين بلغ متوسط زياراتهم للموقع أكثر من زيارة واحدة يوميًا العام الماضي – مراقبة التطورات، لكنهم يحذرون من أن وتيرة التخصيب ونطاقه يتطلبان حلولًا دبلوماسية عاجلة.
في حين تستعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمناقشات حاسمة، وتدرس القوى العالمية خطواتها التالية، تُمثل الاكتشافات الأخيرة تحذيرًا صارخًا من أن فرصة التوصل إلى حل سلمي قد تضيق.