تسمح بتجنيد النساء.. ماذا تعرف عن قوات الأسايش في سوريا؟

خلال الساعات الماضية، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل اسم قوات الأسايش كأحد الأذرع الأمنية الجديدة التي انضمَّت بشكل رسمي لقوى الأمن الداخلي في سوريا عقب الاتفاق بين قوات قسد وحكومة دمشق حول مدينة حلب.

وفي خطوة وُصِفت بأنها تُمهِّد لمرحلة جديدة من الاستقرار والتعايش في مدينة حلب، توصَّلت الإدارة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى اتفاق مبدئي حول مستقبل حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، اللذين تقطنهما غالبية كردية، وذلك ضمن ترتيبات أوسع لدمج مؤسسات “الإدارة الذاتية” ضمن بنية الدولة السورية.

بنود الاتفاق

يقضي الاتفاق بانسحاب الوحدات العسكرية التابعة لـ”قسد” – وعلى رأسها وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة – من حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، مع بقاء قوى الأمن الداخلي المعروفة باسم “الأسايش” لمواصلة أداء مهامها، لكن هذه المرة بالتنسيق مع وزارة الداخلية السورية وتحت مظلة “الأمن العام” الرسمي.

كما نص الاتفاق على دمج الحيين إداريًا ضمن هيكلية مدينة حلب، مع ضمان تمثيل سكانهما في مجلس محافظة حلب وغرف التجارة والصناعة. كذلك، جرى الاتفاق على فتح المعابر بين الحيين وبقية أحياء المدينة لتسهيل تنقل السكان وتعزيز الروابط الاجتماعية والاقتصادية.

من هي قوات الأسايش؟

تُعدّ قوات الأسايش (Asayish) الذراع الأمنية الرئيسية للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وقد تأسست في عام 2012 كاستجابة لحالة الفراغ الأمني التي نشأت مع انسحاب قوات النظام من عدد من المناطق الكردية في بدايات النزاع السوري.

في البداية، اقتصرت مهام الأسايش على تنظيم المرور وحفظ النظام، لكنها سرعان ما تطوّرت لتصبح جهازًا متكاملاً متعدد المهام، يشمل مكافحة الإرهاب، وملاحقة الجريمة المنظمة، والإشراف على المعابر والنقاط الأمنية.

وبحلول عام 2017، ارتفع عدد عناصرها إلى أكثر من 15,000 عنصر، موزعين على 218 مركزًا و385 نقطة تفتيش.

مكونات قوات الأسايش

تتميّز الأسايش بتركيبة عرقية متعددة، إذ تضم في صفوفها أكرادًا وعربًا وتركمان، ويُقدّر أن نحو 30% من عناصرها من النساء، في مؤشر على التزامها بمبدأ المساواة بين الجنسين.

وتخضع الأسايش لتدريب متواصل، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، خاصة في مجالات تفكيك الخلايا الإرهابية وتأمين المناطق المحررة من سيطرة “داعش”.

في مارس الماضي، أعلنت الأسايش ضبط شحنة ضخمة تضم أكثر من 2.7 مليون حبة كبتاغون في القامشلي، واعتقال متهمَين يُعتقد أنهما من أبرز مهربي المخدرات في المنطقة. كما نفذت عمليات استهدفت خلايا نائمة لتنظيم داعش في دير الزور ومناطق أخرى.

قوات الأسايش يرتدون زي الأمن العام

وبحسب تصريحات مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عناصر الأسايش الذين سيبقون في أحياء حلب الكردية سيرتدون زي الأمن العام التابع لوزارة الداخلية السورية، كجزء من ترتيبات الدمج.

كما جرت عملية تبادل أسرى بين الطرفين، شملت الإفراج عن أكثر من 200 موقوف، في خطوة عدّها مراقبون إشارة إلى جدية الطرفين في تنفيذ بنود الاتفاق.

علاقة قوات الأسايش باتفاق حلب

يأتي الاتفاق في سياق اتفاق أوسع تم توقيعه في 10 مارس الماضي بين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وينص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة لـ”قسد” ضمن مؤسسات الدولة.

وبحسب نائب محافظ حلب، فإن من تبقى من المقاتلين المسلحين في حيي الأشرفية والشيخ مقصود سيتوجهون إلى شمال شرقي سوريا، على أن تلي ذلك مراحل جديدة من الترتيبات، دون تدخل خارجي، وفق تأكيدات رسمية.

وبينما يرى البعض أن الاتفاق قد يكون بداية لمصالحة طويلة الأمد، يعتبره آخرون خطوة مؤقتة في مسار معقّد لم تتضح نهايته بعد.

اقرأ أيضا: بعد ضربات جوية مكثفة.. هل أحبطت إسرائيل مخططات تركيا في سوريا ؟

زر الذهاب إلى الأعلى