قوات الدعم السريع ترتكب جرائم حرب ضد السودانيين.. والحصيلة 143 شخصًا اليوم

شنّت قوة من ميليشيات الدعم السريع، مؤلَّفة من نحو 20 عربة مقاتلة، فجر اليوم الأحد، هجومًا مباغتًا على قرية “إيد الحد” جنوبي مدينة أم درمان.
وبحسب وسائل إعلام سودانية فقد أسفر الهجوم عن مقتل 106 مدنيين وإصابة 37 آخرين، أي نحو 143 ضحية بين قتيل وجريح. استهدف المسلحون منازل الأهالي في وقت كان فيه معظم السكان نيامًا، ما زاد من حجم الخسائر وسرعة سقوط الضحايا.
تدخل الجيش لصد هجوم الدعم السريع بـ أم درمان
ولم يجد سكان “إيد الحد” بُدًا من حمل السلاح الخفيف للدفاع عن أنفسهم أمام الهجوم المباغت، فاحتشدوا في مجموعات لحماية منازلهم وأراضيهم.
وفي خضم المواجهة، تدخلت طائرات الجيش المسيرة لاستهداف مواقع المهاجمين على أطراف القرية، ما أجبرهم على التراجع والفرار إلى مناطق نفوذهم السابقة.
وفق تقارير فإن هذه المواجهة تكشف عن تراجع نفوذ الدعم السريع ميدانيًا مقابل تصاعد قدرة الجيش على استخدام التكنولوجيا في المعارك الحضرية.
خريطة السيطرة على العاصمة
شهدت ولاية الخرطوم في الأسابيع الأخيرة تغييرات حاسمة على الأرض. يسيطر الجيش السوداني اليوم على مدينتي الخرطوم وبحري، فضلاً عن معظم أحياء أم درمان، بينما انحصرت معاقل الدعم السريع في أطراف المدينة الغربية والجنوبية.
وقد مكّنت هذه السيطرة الجيش من تطويق العاصمة من ثلاثة محاور رئيسية، وقطع خطوط إمداد الدعم السريع بين معاقلها في دارفور وجنوب كردفان.
تحرير القصر الجمهوري
في خطوة رمزية وعسكرية معًا، استعاد الجيش في أواخر مارس الماضي القصر الجمهوري ومقار الوزارات المحيطة به، بالإضافة إلى مطار الخرطوم والمرافق الأمنية والعسكرية الرئيسية.
واعتُبر هذا الإنجاز أولى بوادر نهاية سيطرة الدعم السريع على قلب العاصمة منذ اندلاع الصراع قبل عامين. وقد أكّد القائد العام للجيش أن هذه الخطوة ستُسهم في استعادة مؤسسات الدولة وعودة مؤقتة للأمن في المناطق المحررة.
التداعيات الإنسانية في السودان
وفق منظمات دولية، تُعدّ الأزمة الإنسانية في السودان من الأكثر حدة عالميًا، مع تسجيل أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ منذ أبريل 2023.
يعاني المدنيون من انعدام الأمن الغذائي وتفشي الأمراض، فيما يواجه النازحون صعوبات في الوصول إلى المأوى والخدمات الصحية.
وترصد منظمات دولية ارتفاعًا في حالات القتل خارج نطاق القانون، وانتهاكات لحقوق الإنسان بحق المشتبه في انتمائهم لقوات الدعم السريع والجيش على حد سواء.
سيناريوهات الحرب في السودان
رغم تراجع نفوذ الدعم السريع في قلب العاصمة، لا يزال يتمركز في مناطق غرب وجنوب كردفان وشمال وغرب دارفور. يُرجّح مراقبون أن تستمر المواجهات في هذه الجبهات، ما قد يطيل أمد الحرب ويفاقم المعاناة الإنسانية.
وفي ظل محاولات الوساطة الإقليمية والدولية، تبقى فرص التوصل إلى حل سياسي ضئيلة في المدى القريب، ما يجعل السودان أمام شبح تمدد رقعة الصراع وتزايد الخسائر على المستويين المدني والعسكري.
اقرأ أيضا: بعد طلب دمشق.. أول تعليق رسمي من روسيا على تسليم الأسد- ماذا قالت؟