اقتصاد

كامل الوزير يستهدف مساهمة الصناعة بـ20٪ من ناتج مصر القومي بحلول 2030

استراتيجية شاملة لتنشيط القطاع الصناعي في مصر

في خطاب مهم أمام مجلس النواب، حدد كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء ووزير النقل ووزير الصناعة، استراتيجية شاملة تهدف إلى تنشيط القطاع الصناعي في مصر.

بحسب خاص عن مصر، تهدف الاستراتيجية الصناعية الوطنية 2024-2030 إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودعم الصناعات المحلية، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والنمو في نهاية المطاف.

إطار استراتيجي للصناعة

أكد الوزير أن الاستراتيجية الصناعية الوطنية، التي أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتضمن خطة مدتها ست سنوات مقسمة إلى ثلاث مراحل. تركز الاستراتيجية على توسيع قطاعات مختلفة، وخاصة في الصناعات المستقبلية، والاقتصاد الأخضر، والهيدروجين الأخضر. وأضاف أن “الهدف هو زيادة مساهمة القطاع الصناعي إلى 20٪ من الناتج القومي بحلول عام 2030″، مضيفًا أن هذا النهج يمكن أن يخلق ما بين 7 إلى 8 ملايين فرصة عمل، وبالتالي الحد من البطالة بشكل كبير.

وأوضح الوزير أن الاستراتيجية مبنية على أسس واقعية، مع دراسة شاملة للسوق لتحديد احتياجات الاقتصاد المصري والمواد الخام المتاحة والقدرات الإنتاجية الموجودة في مختلف القطاعات. وأشار الوزير إلى أن “الاستراتيجية الوطنية للصناعة بنيت على أسس واقعية من خلال دراسة احتياجات السوق المصرية”.

التركيز على المصانع الصغيرة وخلق فرص العمل

يتضمن أحد المكونات المحورية للاستراتيجية تقديم الدعم الفني للمصانع الصغيرة ودمجها في الاقتصاد الرسمي. وتهدف هذه المبادرة إلى حل التحديات التي تواجه المصانع المتعثرة مع تعزيز القدرة الإنتاجية الإجمالية للقطاع. وأكد الوزير “نسعى إلى وضع خطط لاستبدال الواردات المصرية من خلال فرص استثمارية جديدة”، مشيراً إلى التركيز القوي على الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على السلع الأجنبية.

كما ناقش الوزير أهمية تقنين المصانع غير المرخصة، وتعزيز الالتزام بضمان تنظيم جميع العمليات الصناعية. وقال “لن أترك مصنعًا مغلقًا. سنأخذه ونجعله متاحًا للمستثمرين الجادين لتعظيم الإنتاج”.

تطوير البنية التحتية في سيناء

أكد الوزير في كلمته على إطلاق قطار التنمية في سيناء، والذي يهدف إلى جذب استثمارات كبيرة وتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة. ووصف سيناء بأنها “أرض بكر” غنية بالإمكانات، قائلاً: “نستطيع أن نقول للمصريين في الوادي والدلتا، مرحباً بكم في سيناء”. واستعرض الوزير التطورات في البنية التحتية في المنطقة، والتي تشمل المستشفيات والمدارس والمبادرات الزراعية.

يعد إنشاء قطار التنمية، إلى جانب ستة أنفاق تحت قناة السويس، جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز الاتصال وتسهيل التجارة. وأعرب الوزير عن تفاؤله بشأن هذا المشروع، مشيراً إلى أنه سيخلق بيئة مواتية للعمل والتنمية.

التكامل التكنولوجي وفرص الاستثمار

من السمات الرئيسية للاستراتيجية الصناعية الوطنية إطلاق منصة مصر الرقمية الصناعية، والتي تهدف إلى تبسيط الخدمات الصناعية وتسهيل مشاركة المستثمرين من خلال أنظمة الدفع الإلكترونية. وأوضح الوزير أن هناك خريطة استثمارية واضحة للجميع، مؤكدا التزام الحكومة بتبسيط الإجراءات وتعزيز ثقة المستثمرين.

أقرا أيضا.. شراكة طموحة بين مصر وتركيا.. 17 اتفاقية تجارية وإنشاء منطقتين صناعيتين

ومن خلال تحديد نحو 152 فرصة استثمارية في القطاع الصناعي، أكد الوزير عزم الحكومة على استبدال الواردات المصرية بالسلع المنتجة محليا. وحذر الوزير من أن أحدا لن يأخذ الأرض ويسقعها ويتاجر فيها، مؤكدا ضرورة المساءلة والشفافية في تخصيص الأراضي.

دعم المصانع المتعثرة

وأقر الوزير بالتحديات التي تواجهها المصانع المتوقفة والمغلقة، مشيرا إلى أن نحو 11500 مصنع متوقفة حاليا. وردا على ذلك، أعلن عن مبادرات لتقديم قروض بفائدة 15% لمساعدة المصانع المتعثرة على استئناف عملياتها. وأكد الوزير “سنستمر في دعم أصحاب المصانع المتعثرة حتى تعود للعمل”، مما يدل على نهج استباقي لإحياء المشهد الصناعي.

كما سلط الوزير الضوء على الجهود المبذولة لتبسيط الإجراءات الجمركية وخفض رسوم الشحن، مؤكداً الالتزام بتعزيز بيئة أكثر ملاءمة للأعمال. وأكد أن “عصر “تسقيع” الأراضي الصناعية قد انتهى”، مشيراً إلى الإصلاحات المصممة لتعزيز الوصول العادل إلى الفرص الصناعية.

زر الذهاب إلى الأعلى